في صدر النهار وكلما نقص في الظل شئ علم عليه، فإذا رجع إلى الزيادة على موضع العلامة عرف حينئذ برجوعه ان الشمس قد زالت.
وبذلك تعرف أيضا القبلة فان قرص الشمس يقف فيها وسط النهار ويصير عن يسارها ويمين المتوجه إليها بعد وقوفها وزوالها عن القطب فإذا صارت مما يلي حاجبه الأيمن من بين عينيه علم أنها قد زالت وعرف ان القبلة تلقاء وجهه ومن سبقت معرفته بجهة القبلة فهو يعرف زوال الشمس إذا توجه إليها، فرأى عين الشمس مما يلي حاجبه الأيمن إلا أن ذلك لا يبين إلا بعد زوالها بزمان ويبين الزوال من أول وقته بما ذكرناه من الأصطرلاب وميزان الشمس والدائرة الهندية والعمود الذي وصفناه، ومن لم يحصل له معرفة ذلك، أو فقد الآلة توجه إلى القبلة فاعتبر صيرورة الشمس على طرف حاجبه الأيمن وقت العصر من بعد الفراغ من الظهر إذا صليت الظهر في أول أوقاتها - أعني بعد زوال الشمس بلا فصل - ويمتد إلى أن يتغير لون الشمس باصفرارها للغروب، وللمضطر والناسي إلى مغيبها بسقوط القرص عما تبلغه أبصارنا من السماء، وأول وقت المغرب مغيب الشمس، وعلامة مغيبها عدم الحمرة في المشرق المقابل للمغرب في السماء، وذلك أن المشرق في السماء مطل على المغرب، فما دامت الشمس ظاهره فوق أرضنا فهي تلقى ضوءها على المشرق في السماء فيرى حمرتها فيه، فإذا ذهبت الحمرة منه علم أن القرص قد سقط وغاب.
وآخره أول وقت العشاء الآخرة، وأول وقتها مغيب الشمس وهو الحمرة في المغرب، وآخره مضى الثلث الأول من الليل، وأول وقت الغداة اعتراض الفجر، وهو البياض في المشرق يعقبه الحمرة في مكانه ويكون مقدمة لطلوع الشمس على الأرض من السماء وذلك أن الفجر الأول، وهو البياض الظاهر في المشرق يطلع طولا ثم ينعكس بعد مدة عرضا ثم يحمر الأفق بعده للشمس.