فدنا منه أصحابه فقالوا: يا رسول الله، ما ينفعنا سيرنا مخافة أن تنهشك دابة، أو تصيبك نكبة. فركب ودنوا منه وقالوا: قلت قولا لا ندري ما هو؟ قال: وما ذاك؟ قالوا:
كنت تقول: جندب وما جندب، والأقطع زيد الخير.
فقال: رجلان يكونان في هذه الأمة يضرب أحدهما ضربة يفرق بين الحق والباطل، وتقطع يد الآخر في سبيل الله ثم، يتبع الله آخر جسده بأوله، وكان زيد، هو زيد بن صوحان، وقطعت يده في سبيل الله يوم جلولاء، وقتل يوم الجمل مع علي بن أبي طالب (عليه السلام) وأما جندب هذا فدخل على الوليد بن عقبة وعنده ساحر يقال له: أبو شيبان، يأخذ أعين الناس، فيخرج مصارين بطنهم ثم يردها، فجاء من خلفه فضربه فقتله، وقال:
العن وليدا وأبا شيبان وابن حبيش راكب الشيطان * رسول فرعون إلى هامان (1) * قال أبو الفرج: وقد روى أن هذا الساحر كان يدخل عند الوليد في جوف بقرة حية، ثم يخرج منها، فرآه جندب فذهب إلى بيته، فاشتمل على سيف، فلما دخل الساحر في البقرة قال جندب: (أفتأتون السحر وأنتم تبصرون ثم ضرب وسط البقرة فقطعها وقطع الساحر معها، فذعر الناس، فسجنه الوليد، وكتب بأمره إلى عثمان (3).
* * * قال أبو الفرج: فروى أحمد بن عبد العزيز، عن حجاج بن نصير، عن قره، عن