شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ٤٧
النهار ويقوم الليل وإني أكره أن أشكوه وهو يعمل بطاعة الله فقال: نعم الزوج زوجك! فجعلت تكرر عليه القول وهو يكرر عليها الجواب.
فقال له كعب بن سور: يا أمير المؤمنين، إنها تشكو زوجها في مباعدته إياها عن فراشه ففطن عمر حينئذ، وقال له: قد وليتك الحكم بينهما!.
فقال كعب: على بزوجها، فأتى به فقال: إن زوجتك هذه تشكوك قال: في طعام أو شراب قال: لا قالت المرأة:
أيها القاضي الحكيم رشده * ألهى خليلي عن فراشي مسجده زهده في مضجعي تعبده * نهاره وليله ما يرقده * فلست في أمر النساء أحمده *.
فقال زوجها:
زهدني في فرشها وفى الحجل * أنى امرؤ أذهلني ما قد نزل في سورة النمل وفى السبع الطول * وفى كتاب الله تخويف جلل.
قال كعب:
إن لها حقا عليك يا رجل * تصيبها من أربع لمن عقل * فاعطها ذاك ودع عنك العلل *.
فقال لعمر: يا أمير المؤمنين إن الله أحل له من النساء مثنى ثلاث ورباع فله ثلاثة أيام ولياليهن يعبد فيها ربه ولها يوم وليلة.
فقال عمر: والله ما أعلم من أي أمريك أعجب أمن فهمك أمرهما أم من حكمك بينهما أذهب فقد وليتك قضاء البصرة.
* * * وروى زيد بن أسلم عن أبيه قال: خرجت مع عمر بن الخطاب وهو يطوف بالليل
(٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281