ثم أنزل القدر و قال للمرأة لا تعجلي لا تعطيهم حارا وأنا أسطح لك فجعل يسطح بالمسواط ويبرد طعامهم حتى إذا شبعوا ترك عندها الفضل ثم قال لها: إئتي أمير المؤمنين غدا فإنك عسيت أن تجديني قريبا منه فأشفع لك بخير، وهي تقول من أنت يرحمك الله! وتدعو له وتقول: أنت أولى بالخلافة من أمير المؤمنين، فيقول قولي خيرا يرحمك الله لا يزيد على هذا.
ثم انصرف حتى إذا كان قريبا جلس فأقعى وجعل يسمع طويلا حتى سمع التضاحك منها ومن الصبيان، وأنا أقول يا أمير المؤمنين، قد فرغت من هذه ولك شغل في غيرها ويقول: لا تكلمني، حتى إذا هدأ حسهم قام فتمطى وقال ويحك إني سمعت الجوع أسهرهم فأحببت ألا أبرح حتى أسمع الشبع أنامهم.
* * * ومن كلامه: الرجال ثلاثة الكامل ودون الكامل ولا شئ فالكامل ذو الرأي يستشير الناس فيأخذ من آراء الرجال إلى رأيه ودون الكامل من يستبد به ولا يستشير ولا شئ من لا رأى له ولا يستشير.
والنساء ثلاث تعين أهلها على الدهر ولا تعين الدهر على أهلها وقلما تجدها وامرأة وعاء للولد ليس فيها غيره والثالثة غل قمل (1) يجعله الله في رقبة من يشاء ويفكه إذا شاء.
* * * لما أخرج عمر الحطيئة من حبسه قال له إياك والشعر قال لا أقدر على تركه يا أمير المؤمنين مأكله عيالي ونملة تدب على لساني قال فشبب بأهلك وإياك