فقال عمر لجلسائه واها لابن عباس ما رأيته لاحى أحدا قط إلا خصمه!.
* * * لما توفى عبد الله بن أبي رأس المنافقين في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء ابنه وأهله فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلى عليه فقام بين يدي الصف يريد ذلك فجاء عمر فجذبه من خلفه وقال ألم ينهك الله أن تصلى على المنافقين فقال إني خيرت فاخترت فقيل لي ﴿استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم﴾ (1) ولو أنى أعلم أنى إذا زدت على السبعين غفر له لزدت ثم صلى رسول الله عليه ومشى معه وقام على قبره.
فعجب الناس من جرأة عمر على رسول الله صلى الله عليه وآله، فلم يلبث الناس إلا أن نزل قوله تعالى: (ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره..) (1) فلم يصل عليه السلام بعدها على أحد من المنافقين (2).
* * * وروى أبو هريرة قال كنا قعودا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر فقام من بين أظهرنا فأبطأ علينا وخشينا أن يقطع دوننا فقمنا وكنت أول من فزع فخرجت أبتغيه حتى أتيت حائطا (3) للأنصار لقوم من بنى النجار، فلم أجد له بابا إلا ربيعا فدخلت في جوف الحائط - والربيع الجدول - فدخلت منه بعد أن احتفرته فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو هريرة! قلت: نعم، قال: ما شأنك؟ قلت:
كنت بين أظهرنا فقمت فأبطأت عنا، فخشينا أن تقتطع دوننا ففزعنا - وكنت أول من فزع فأتيت هذا الحائط فاحتفرته كما يحتفر الثعلب، والناس من ورائي