شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ٢٥٩
عليهم؟ قال: أصاحبكم؟ يعنى عليا، قلت: نعم، هو لها أهل، في قرابته من رسول الله صلى الله عليه وآله، وصهره وسابقته وبلائه، قال: ان فيه بطالة (١) وفكاهة، فقلت:
فأين أنت من طلحة؟ قال: فأين الزهو والنخوة! قلت: عبد الرحمن؟ قال: هو رجل صالح على ضعف فيه، قلت: فسعد، قال: ذاك صاحب مقنب (٢) وقتال لا يقوم بقرية لو حمل أمرها، قلت: فالزبير قال: وعقة لقس (٣) مؤمن الرضا، كافر الغضب، شحيح وان هذا الامر لا يصلح الا لقوى في غير عنف، رفيق في غير ضعف، وجواد في غير سرف، قلت: فأين أنت عن عثمان؟ قال: لو وليها لحمل بنى أبى معيط على رقاب الناس، ولو فعلها لقتلوه (٤).
وقد يروى من غير هذا الطريق ان عمر قال لأصحاب الشورى: روحوا إلى، فلما نظر إليهم قال: قد جاءني كل واحد منهم يهز عفريته، يرجو ان يكون خليفة، اما أنت يا طلحة، أفلست القائل: ان قبض النبي صلى الله عليه وآله أنكح أزواجه من بعده؟ فما جعل الله محمدا أحق ببنات أعمامنا منا، فأنزل الله تعالى فيك: ﴿وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله ولا ان تنكحوا أزواجه من بعده ابدا﴾ (5) واما أنت يا زبير، فوالله ما لان قلبك يوما ولا ليلة. وما زلت جلفا (6) جافيا، واما أنت يا عثمان، فوالله لروثة (7) خير منك، واما أنت يا عبد الرحمن، فإنك رجل عاجز تحب قومك جميعا، واما أنت يا سعد فصاحب عصبية وفتنة، واما أنت يا علي فوالله لو وزن إيمانك بايمان أهل الأرض لرجحهم، فقام على موليا يخرج، فقال عمر: والله انى لأعلم مكان رجل لو وليتموه

(١) الفائق: (ذاك رجل فيه دعابة).
(٢) المقنب من الخيل: الأربعون أو الخمسون.
(٣) في الفائق: (رجل وعقة ولعقة)، إذا كان فيه حرث ووقوع في الامر، بجهل وضيق نفس وسوء خلق).
(٤) خبر ابن عباس مع عمر في الفائق ٢: ٤٢٥، ٤٢٦، مع اختلاف في العبارة.
(٥) سورة الأحزاب ٥٣.
(6) الجلف: الرجل الجافي الغليظ.
(7) الروثة: واحدة الروث، وهو سرجين الفرس
(٢٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281