شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ٢٥٨
عن الشئ يحصل له من التثبت ما لا يحصل للراغب فيه، ومن كانت هذه حاله كان القوم إلى الرضا به أقرب.
وحكى عن أبي على أن المخادعة إنما تظن بمن قصده في الأمور طريق الفساد، وعمر برئ من ذلك.
قال: والضعف الذي وصف به عبد الرحمن، إنما أراد به الضعف عن القيام بالإمامة، لا ضعف الرأي، ولذلك رد الاختيار والرأي إليه. وحكى عن أبي على ضعف ما روى من امره بضرب أعناق القوم إذا تأخروا عن البيعة، وان ذلك لو صح لا نكره القوم ولم يدخلوا في الشورى بهذا الشرط، ثم تأوله إذ سلم صحته، على أنهم إن تأخروا عن البيعة على سبيل شق العصا وطلب الامر من غير وجهه.
وقال: ولا يمتنع ان يقول ذلك على طريق التهديد، وإن بعد عنده ان يقدموا عليه، كما قال تعالى: (لئن أشركت ليحبطن عملك).
اعترض المرتضى هذا الكلام، فقال: ان الذي رتبه عمر في قصة الشورى من ترتيب العدد واتفاقه واختلافه، يدل أولا على بطلان مذهب أصحاب الاختيار في عدد العاقدين للإمامة، وانه يتم بعقد واحد لغيره برضا أربعة، وانه لا يتم بدون ذلك، فان قصه الشورى تصرح بخلاف هذا الاعتبار، فهذا أحد وجوه المطاعن فيها.
ومن جملتها انه وصف كل واحد منهم بوصف زعم أنه يمنع من الإمامة، ثم جعل الامر فيمن له تلك الأوصاف وقد روى محمد بن سعد، عن الواقدي، عن محمد بن عبد الله الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، قال: قال عمر: لا أدري ما اصنع بأمه محمد صلى الله عليه وآله؟ وذلك قبل ان يطعن، فقلت: ولم تهتم وأنت تجد من تستخلفه
(٢٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281