شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ٢٢٠
وروى ابن سعد أيضا إن عمر كان إذا احتاج أتى إلى صاحب بيت المال فاستقرضه فربما عسر عليه القضاء فيأتيه صاحب بيت المال فيتقاضاه فيحتال له وربما خرج عطاؤه فقضاه ولقد اشتكى مرة فوصف له الطبيب العسل فخرج حتى صعد المنبر وفي بيت المال عكة (1) فقال: إن أذنتم لي فيها أخذتها وإلا فهي على حرام فأذنوا له فيها ثم قال: إن مثلي ومثلكم كقوم سافروا فدفعوا نفقاتهم إلى رجل منهم لينفق عليهم فهل يحل له أن يستأثر منها بشئ!.
وروى ابن سعد أيضا قال: مكث عمر زمانا لا يأكل من مال المسلمين شيئا حتى أصابته خصاصة فأرسل إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله فاستشارهم فقال لهم: قد شغلت نفسي بأمركم فما الذي يصلح أن أصيبه من مالكم فقال عثمان:
كل واطعم وكذلك قال سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل: فتركهما وأقبل على علي عليه السلام فقال: ما تقول أنت؟ قال: غداء وعشاء قال أصبت وأخذ بقوله (2) وروى أبو الفرج بن الجوزي في كتاب (سيرة عمر) عن نائلة عن ابن عمر قال:
جمع عمر الناس لما انتهى إليه فتح القادسية ودمشق فقال: إني كنت امرأ تاجرا يغنى الله عيالي بتجارتي وقد شغلتموني عن التجارة بأمركم فما ترون إنه يحل لي من هذا المال؟
فقال: القوم فأكثروا وعلي عليه السلام ساكت فقال عمر: ما تقول أنت يا أبا الحسن؟
قال: ما أصلحك وأصلح عيالك بالمعروف وليس لك من هذا المال غيره فقال: القول ما قاله أبو الحسن وأخذ به (2).
وروى عبد اللبن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده إن عبد الله وعبيد الله ابني عمر مرا بأبي موسى وهو على العراق وهما مقبلان من أرض فارس فقال: مرحبا بابني أخي

(1) العكة: زقيق صغير.
(2) سيرة عمر لابن الجوزي 76.
(٢٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281