وروى ابن سعد أيضا إن عمر كان إذا احتاج أتى إلى صاحب بيت المال فاستقرضه فربما عسر عليه القضاء فيأتيه صاحب بيت المال فيتقاضاه فيحتال له وربما خرج عطاؤه فقضاه ولقد اشتكى مرة فوصف له الطبيب العسل فخرج حتى صعد المنبر وفي بيت المال عكة (1) فقال: إن أذنتم لي فيها أخذتها وإلا فهي على حرام فأذنوا له فيها ثم قال: إن مثلي ومثلكم كقوم سافروا فدفعوا نفقاتهم إلى رجل منهم لينفق عليهم فهل يحل له أن يستأثر منها بشئ!.
وروى ابن سعد أيضا قال: مكث عمر زمانا لا يأكل من مال المسلمين شيئا حتى أصابته خصاصة فأرسل إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله فاستشارهم فقال لهم: قد شغلت نفسي بأمركم فما الذي يصلح أن أصيبه من مالكم فقال عثمان:
كل واطعم وكذلك قال سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل: فتركهما وأقبل على علي عليه السلام فقال: ما تقول أنت؟ قال: غداء وعشاء قال أصبت وأخذ بقوله (2) وروى أبو الفرج بن الجوزي في كتاب (سيرة عمر) عن نائلة عن ابن عمر قال:
جمع عمر الناس لما انتهى إليه فتح القادسية ودمشق فقال: إني كنت امرأ تاجرا يغنى الله عيالي بتجارتي وقد شغلتموني عن التجارة بأمركم فما ترون إنه يحل لي من هذا المال؟
فقال: القوم فأكثروا وعلي عليه السلام ساكت فقال عمر: ما تقول أنت يا أبا الحسن؟
قال: ما أصلحك وأصلح عيالك بالمعروف وليس لك من هذا المال غيره فقال: القول ما قاله أبو الحسن وأخذ به (2).
وروى عبد اللبن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده إن عبد الله وعبيد الله ابني عمر مرا بأبي موسى وهو على العراق وهما مقبلان من أرض فارس فقال: مرحبا بابني أخي