عائشة فقالت الامر إليها فقالت أم كلثوم لا حاجة لي فيه قالت لها عائشة: ويلك!
أترغبين عن أمير المؤمنين؟ قالت: نعم إنه يغلق بابه ويمنع خيره ويدخل عابسا ويخرج عابسا فأرسلت عائشة إلى عمرو بن العاص فأخبرته فقال: أنا أكفيك فأتى عمر فقال: يا أمير المؤمنين بلغني خبر أعيذك بالله منه قال: ما هو؟ قال خطبت أم كلثوم بنت أبي بكر؟ قال: نعم أفترغب بي عنها أم ترغب بها عنى قال: لا واحدة ولكنها حدثة نشأت تحت كنف أم المؤمنين في لين ورفق وفيك غلظة ونحن نهابك ولا نستطيع أن نردك عن خلق من أخلاقك فكيف بها إن خالفتك في شئ فسطوت بها! كنت قد خلفت أبا بكر في ولده بغير ما يحق عليك قال: فكيف لي بعائشة وقد كلمتها فيها؟ قال: أنا لك بها وأدلك على خير منها أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب تعلق منها بسبب من رسول الله فصرفه عنها إلى أم كلثوم بنت فاطمة.
وروى عاصم بن عمر قال: بعث إلى عمر عند الهاجرة - أو قال: عند صلاة الصبح - فأتيته فوجدته جالسا في المسجد فقال: يا بنى إني لم أكن أرى شيئا من هذا المال يحل لي قبل أن إلى إلا بحقه وما كان أحرم على منه حين وليته فعاد أمانتي وإني كنت أنفقت عليك من مال الله شهرا ولست بزائدك عليه وقد أعطيتك تمري بالعالية فبعه وخذ ثمنه ثم ائت رجلا من تجار قومك فكن إلى جانبه فإذا ابتاع شيئا فاستشركه وأنفق ما تربحه عليك وعلى أهلك قال: فذهبت ففعلت (1).
وروى الحسن البصري أن عمر كان يمشى يوما في سكة من سكك المدينة إذ صبية تطيش على وجه الأرض تقعد مرة وتقوم أخرى من الضعف والجهد فقال عمر: ما بال هذه؟ قال عبد الله ابنه: أما تعرف هذه؟ قال: لا، قال: إنها إحدى بناتك