شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ٢٢٢
عائشة فقالت الامر إليها فقالت أم كلثوم لا حاجة لي فيه قالت لها عائشة: ويلك!
أترغبين عن أمير المؤمنين؟ قالت: نعم إنه يغلق بابه ويمنع خيره ويدخل عابسا ويخرج عابسا فأرسلت عائشة إلى عمرو بن العاص فأخبرته فقال: أنا أكفيك فأتى عمر فقال: يا أمير المؤمنين بلغني خبر أعيذك بالله منه قال: ما هو؟ قال خطبت أم كلثوم بنت أبي بكر؟ قال: نعم أفترغب بي عنها أم ترغب بها عنى قال: لا واحدة ولكنها حدثة نشأت تحت كنف أم المؤمنين في لين ورفق وفيك غلظة ونحن نهابك ولا نستطيع أن نردك عن خلق من أخلاقك فكيف بها إن خالفتك في شئ فسطوت بها! كنت قد خلفت أبا بكر في ولده بغير ما يحق عليك قال: فكيف لي بعائشة وقد كلمتها فيها؟ قال: أنا لك بها وأدلك على خير منها أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب تعلق منها بسبب من رسول الله فصرفه عنها إلى أم كلثوم بنت فاطمة.
وروى عاصم بن عمر قال: بعث إلى عمر عند الهاجرة - أو قال: عند صلاة الصبح - فأتيته فوجدته جالسا في المسجد فقال: يا بنى إني لم أكن أرى شيئا من هذا المال يحل لي قبل أن إلى إلا بحقه وما كان أحرم على منه حين وليته فعاد أمانتي وإني كنت أنفقت عليك من مال الله شهرا ولست بزائدك عليه وقد أعطيتك تمري بالعالية فبعه وخذ ثمنه ثم ائت رجلا من تجار قومك فكن إلى جانبه فإذا ابتاع شيئا فاستشركه وأنفق ما تربحه عليك وعلى أهلك قال: فذهبت ففعلت (1).
وروى الحسن البصري أن عمر كان يمشى يوما في سكة من سكك المدينة إذ صبية تطيش على وجه الأرض تقعد مرة وتقوم أخرى من الضعف والجهد فقال عمر: ما بال هذه؟ قال عبد الله ابنه: أما تعرف هذه؟ قال: لا، قال: إنها إحدى بناتك

(1) سيرة عمر 78.
(٢٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281