شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ٢١٨
ونحو ذلك وسهم لذوي القربى من أغنيائهم وفقرائهم يقسم بينهم للذكر مثل حظ الأنثيين من بني هاشم وبني المطلب والباقي للفرق الثلاث.
وأما مالك بن أنس فعنده إن الامر في هذه المسألة مفوض إلى اجتهاد الامام إن رأى قسمه بين هؤلاء وإن رأى أعطاه بعضهم دون بعض وإن رأى الامام غيرهم أولى وأهم فغيرهم.
وبقى الان البحث عن معنى قوله سبحانه وتعالى (فلله وللرسول) وما المراد بسهم الله سبحانه؟ وكيف يقول الفقهاء الخمس مقسوم خمسة أقسام وظاهر الآية يدل على ستة أقسام؟ فنقول:
يحتمل أن يكون معنى قوله سبحانه (لله وللرسول) لرسول الله كقوله ﴿والله ورسوله أحق أن يرضوه﴾ (1) أي ورسول الله أحق ومذهب أبي حنيفة والشافعي يجئ على هذا الاحتمال.
ويحتمل أن يريد بذكره إيجاب سهم سادس يصرف إلى وجه من وجوه القرب ومذهب أبي العالية يجئ على هذا الاحتمال لأنه يذهب إلى أن الخمس يقسم ستة أقسام:
أحدها سهمه تعالى يصرف إلى رتاج الكعبة وقد روى أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يأخذ الخمس فيضرب بيده فيه فيأخذ منه قبضة فيجعلها للكعبة ويقول: سهم الله تعالى ثم يقسم ما بقي على خمسه أقسام.
وقال قوم: سهم الله لبيت الله.
ويحتمل احتمالا ثالثا وهو أن يراد بقوله (فأن لله خمسه) إن من حق الخمس أن يكون متقربا به إليه سبحانه لا غير ثم خص من وجوه القرب هذه الخمسة تفضيلا لها

(٢١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281