شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ٢٢١
لو كان عندي شئ وبلى قد اجتمع هذا المال عندي فخذاه واشتريا به متاعا فإذا قدمتما فبيعاه ولكما ربحه وأديا إلى أمير المؤمنين رأس المال ففعلا فلما قدما على عمر بالمدينة أخبراه فقال: أكل أولاد المهاجرين يصنع بهم أبو موسى مثل ذلك فقالا: لا، قال:
فان عمر يأبى أن يجيز ذلك وجعل قرضا.
وروى عن قتادة قال: كان معيقيب على بيت المال لعمر فكسح عمر بيت المال يوما وأخرجه إلى المسلمين فوجد معيقيب فيه درهما فدفعه إلى ابن عمر قال:
معيقيب ثم انصرفت إلى بيتي فإذا رسول عمر قد جاء يدعوني فجئت فإذا الدرهم في يده فقال: ويحك يا معيقيب! أوجدت على في نفسك شيئا قلت: وما ذاك؟ قال:
أردت أن تخاصمني أمة محمد في هذا الدرهم يوم القيامة (١)!.
وروى عمر بن شبة عن عبد الله بن الأرقم - وكان خازن عمر - فقال: إن عندنا حلية من حلية جلولاء وآنية من فضة فانظر ما تأمر فيها؟ قال: إذا رأيتني فارغا فآذني فجاءه يوما فقال: إني أراك اليوم فارغا فما تأمر بتلك الحلية؟ قال: ابسط لي نطعا فبسطه ثم أتى بذلك المال فصب عليه فرفع يديه وقال: اللهم إنك ذكرت هذا المال فقلت ﴿زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب و الفضة﴾ (1) ثم قلت (لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم) (2) اللهم إنا لا نستطيع إلا أن نفرح بما زينت لنا اللهم إني أسألك أن تضعه في حقه وأعوذ بك من شره ثم ابتدأ فقسمه بين الناس فجاءه ابن بنت له فقال: يا أبتاه!
هب لي منه خاتما فقال: اذهب إلى أمك تسقك سويقا فلم يعطه شيئا (3).
وروى الطبري في تاريخه أن عمر خطب أم كلثوم بنت أبي بكر فأرسل فيها إلى

(١) سورة آل عمران ١٤ (2) سورة الحديد 23.
(3) سيرة عمر بن الخطاب لابن الجوزي 78.
(٢٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281