فأنكر عمر ذلك فقال: هذه ابنتي من فلانة! قال: ويحك وما صيرها إلى ما أرى قال:
منعك [ما عندك] (1) قال أنا منعتك ما عندي فما الذي منعك أن تطلب لبناتك ما يكسب الأقوام (2) لبناتهم! إنه والله ما لك عندي غير سهمك في المسلمين وسعك أو عجز عنك وكتاب الله بيني وبينك (3).
وروى سعيد بن المسيب قال: كتب عمر لما قسم العطاء وفضل من فضل للمهاجرين الذين شهدوا بدرا خمسة آلاف وكتب لمن لم يشهد بدرا أربعة آلاف فكان منهم عمر بن أبي سلمة المخزومي وأسامة بن زيد بن حارثة ومحمد بن عبد الله بن جحش وعبد الله بن عمر بن الخطاب فقال عبد الرحمن بن عوف وهو الذي كان يكتب: يا أمير المؤمنين إن عبد الله بن عمر ليس من هؤلاء إنه وأنه... يطريه ويثني عليه فقال له عمر: ليس له عندي إلا مثل واحد منهم فتكلم عبد الله وطلب الزيادة وعمر ساكت فلما قضى كلامه قال عمر لعبد الرحمن: اكتبه على خمسة آلاف واكتبني على أربعة آلاف فقال عبد الله: لا أريد هذا فقال عمر: والله لا أجتمع أنا وأنت على خمسة آلاف قم إلى منزلك فقام عبد الله كئيبا وقال أبو وائل: استعملني ابن زياد على بيت المال بالكوفة فأتاني رجل بصك يقول فيه أعط صاحب المطبخ ثمانمائة درهم فقلت له مكانك ودخلت على ابن زياد فقلت له: إن عمر استعمل عبد الله بن مسعود بالكوفة على القضاء وبيت المال واستعمل عثمان بن حنيف على سقى الفرات واستعمل عمار بن ياسر على الصلاة والجند فرزقهم كل يوم شاة واحدة فجعل نصفها وسقطها وأكارعها لعمار لأنه كان على الصلاة والجند وجعل لابن مسعود ربعها ولابن حنيف ربعها ثم قال: إن مالا يؤخذ منه كل يوم شاة إن ذلك فيه لسريع فقال: ابن زياد ضع المفتاح فاذهب حيث شئت.