شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ٢٢٣
فأنكر عمر ذلك فقال: هذه ابنتي من فلانة! قال: ويحك وما صيرها إلى ما أرى قال:
منعك [ما عندك] (1) قال أنا منعتك ما عندي فما الذي منعك أن تطلب لبناتك ما يكسب الأقوام (2) لبناتهم! إنه والله ما لك عندي غير سهمك في المسلمين وسعك أو عجز عنك وكتاب الله بيني وبينك (3).
وروى سعيد بن المسيب قال: كتب عمر لما قسم العطاء وفضل من فضل للمهاجرين الذين شهدوا بدرا خمسة آلاف وكتب لمن لم يشهد بدرا أربعة آلاف فكان منهم عمر بن أبي سلمة المخزومي وأسامة بن زيد بن حارثة ومحمد بن عبد الله بن جحش وعبد الله بن عمر بن الخطاب فقال عبد الرحمن بن عوف وهو الذي كان يكتب: يا أمير المؤمنين إن عبد الله بن عمر ليس من هؤلاء إنه وأنه... يطريه ويثني عليه فقال له عمر: ليس له عندي إلا مثل واحد منهم فتكلم عبد الله وطلب الزيادة وعمر ساكت فلما قضى كلامه قال عمر لعبد الرحمن: اكتبه على خمسة آلاف واكتبني على أربعة آلاف فقال عبد الله: لا أريد هذا فقال عمر: والله لا أجتمع أنا وأنت على خمسة آلاف قم إلى منزلك فقام عبد الله كئيبا وقال أبو وائل: استعملني ابن زياد على بيت المال بالكوفة فأتاني رجل بصك يقول فيه أعط صاحب المطبخ ثمانمائة درهم فقلت له مكانك ودخلت على ابن زياد فقلت له: إن عمر استعمل عبد الله بن مسعود بالكوفة على القضاء وبيت المال واستعمل عثمان بن حنيف على سقى الفرات واستعمل عمار بن ياسر على الصلاة والجند فرزقهم كل يوم شاة واحدة فجعل نصفها وسقطها وأكارعها لعمار لأنه كان على الصلاة والجند وجعل لابن مسعود ربعها ولابن حنيف ربعها ثم قال: إن مالا يؤخذ منه كل يوم شاة إن ذلك فيه لسريع فقال: ابن زياد ضع المفتاح فاذهب حيث شئت.

(1) من سيرة عمر.
(2) سيرة عمر: (الأقوياء).
(3) سيرة عمر 77، 78.
(٢٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281