وفى حديث عمر حين بعث حذيفة وابن حنيف إلى السواد ففلجا الجزية على أهله (1).
قال أبو عبيد: فلجا أي قسما بالفلج وأصله من الفلج وهو المكيال الذي يقال له الفلج لان خراجهم كان طعاما.
* * * وفي حديث عمر حين قال له حذيفة: إنك تستعين بالرجل الذي فيه - وبعضهم يرويه بالرجل الفاجر فقال: (استعمله لأستعين بقوته ثم أكون على قفانه) (2).
قال أبو عبيد عن الأصمعي: قفان كل شئ جماعة واستقصاء معرفته، يقول: أكون على تتبع أمره حتى أستقصي عمله وأعرفه.
قال أبو عبيد: ولا أحسب هذه الكلمة عربية وإنما أصلها (قبان) ومنه قول العامة فلان قبان على فلان إذا كان بمنزلة الأمين عليه والرئيس الذي يتتبع أمره ويحاسبه وبه سمى هذا الميزان الذي يقال له القبان.
* * * وفي حديث عمر حين قال لابن عباس، وقد شاوره في شئ فأعجبه كلامه نشنشه [أعرفها] من أخشن هكذا الرواية وأما أهل العلم فيقولون: (شنشنة أعرفها من أخزم) (3).
والشنشنة في بعض الأحوال قد تكون بمعنى المضغة أو القطعة تقطع من اللحم والقول المشهور أن الشنشنة مثل الطبيعة والسجية فأراد عمر إني أعرف فيك مشابه من أبيك في رأيه ويقال: إنه لم يكن لقرشي مثل رأى العباس.
قال: وقد قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: يجوز (شنشنة) و (نشنشة) وغيره ينكر (نشنشة).