شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ١٢٦
وفى حديث عمر حين بعث حذيفة وابن حنيف إلى السواد ففلجا الجزية على أهله (1).
قال أبو عبيد: فلجا أي قسما بالفلج وأصله من الفلج وهو المكيال الذي يقال له الفلج لان خراجهم كان طعاما.
* * * وفي حديث عمر حين قال له حذيفة: إنك تستعين بالرجل الذي فيه - وبعضهم يرويه بالرجل الفاجر فقال: (استعمله لأستعين بقوته ثم أكون على قفانه) (2).
قال أبو عبيد عن الأصمعي: قفان كل شئ جماعة واستقصاء معرفته، يقول: أكون على تتبع أمره حتى أستقصي عمله وأعرفه.
قال أبو عبيد: ولا أحسب هذه الكلمة عربية وإنما أصلها (قبان) ومنه قول العامة فلان قبان على فلان إذا كان بمنزلة الأمين عليه والرئيس الذي يتتبع أمره ويحاسبه وبه سمى هذا الميزان الذي يقال له القبان.
* * * وفي حديث عمر حين قال لابن عباس، وقد شاوره في شئ فأعجبه كلامه نشنشه [أعرفها] من أخشن هكذا الرواية وأما أهل العلم فيقولون: (شنشنة أعرفها من أخزم) (3).
والشنشنة في بعض الأحوال قد تكون بمعنى المضغة أو القطعة تقطع من اللحم والقول المشهور أن الشنشنة مثل الطبيعة والسجية فأراد عمر إني أعرف فيك مشابه من أبيك في رأيه ويقال: إنه لم يكن لقرشي مثل رأى العباس.
قال: وقد قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: يجوز (شنشنة) و (نشنشة) وغيره ينكر (نشنشة).

(١) الفائق ٢: ٢٦٩.
(٢) النهاية ٣: ٢٩٦. والفائق ٢: ٣٦٥.
(٣) والنهاية 2: 238
(١٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281