شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ١٢٨
قال أبو عبيد: معنى كذب عليكم الاغراء أي عليكم به وكان الأصل في هذا أن يكون نصبا ولكنه جاء عنهم بالرفع شاذا على غير قياس ومما يحقق أنه مرفوع قول الشاعر كذبت عليك لا تزال تقوفني * كما قاف آثار الوثيقة قائف فقوله (كذبت عليك) إنما أغراه بنفسه أي عليك بي فجعل (نفسه) في موضع رفع ألا تراه قد جاء بالباء فجعلها اسمه.
وقال معقر بن حمار البارقي:
وذبيانية وصت بنيها * بأن كذب القراطف والقروف (1) فرفع والشعر مرفوع ومعناه عليكم بالقراطف والقروف والقراطف القطف واحدها قرطف والقروف الأوعية.
ومما يحقق الرفع أيضا قول عمر (كذبت عليكم) قال أبو عبيد: ولم أسمع النصب في هذا إلا حرفا كان أبو عبيد يحكيه عن أعرابي نظر إلى ناقة نضو (2) لرجل، فقال:
كذب عليك البزر والنوى (2) لم أسمع في هذا نصبا غير هذا الحرف.
قال: والعرب تقول للمريض كذب عليك العسل (4) بالرفع أي عليك به.
* * * وفي حديثه (ما يمنعكم إذا رأيتم الرجل يخرق أعراض الناس ألا تعربوا عليه)؟
قالوا نخاف لسانه، قال: (ذاك ألا تكونوا شهداء) (5).
قال أبو عبيد: (ألا تعربوا) أي إلا تفسدوا عليه كلامه وتقبحوه له.
* * * وفي حديثه، أنه نهى عن الفرس في الذبيحة (6)

(1) الفائق 2: 401، اللسان 2: 205 (2) نضو: هزيلة.
(3) اللسان (كذب).
(4) اللسان (الكذب).
(5) الفائق 2: 134.
(6) الفائق 2: 265.
(١٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281