قال أبو عبيد: معنى كذب عليكم الاغراء أي عليكم به وكان الأصل في هذا أن يكون نصبا ولكنه جاء عنهم بالرفع شاذا على غير قياس ومما يحقق أنه مرفوع قول الشاعر كذبت عليك لا تزال تقوفني * كما قاف آثار الوثيقة قائف فقوله (كذبت عليك) إنما أغراه بنفسه أي عليك بي فجعل (نفسه) في موضع رفع ألا تراه قد جاء بالباء فجعلها اسمه.
وقال معقر بن حمار البارقي:
وذبيانية وصت بنيها * بأن كذب القراطف والقروف (1) فرفع والشعر مرفوع ومعناه عليكم بالقراطف والقروف والقراطف القطف واحدها قرطف والقروف الأوعية.
ومما يحقق الرفع أيضا قول عمر (كذبت عليكم) قال أبو عبيد: ولم أسمع النصب في هذا إلا حرفا كان أبو عبيد يحكيه عن أعرابي نظر إلى ناقة نضو (2) لرجل، فقال:
كذب عليك البزر والنوى (2) لم أسمع في هذا نصبا غير هذا الحرف.
قال: والعرب تقول للمريض كذب عليك العسل (4) بالرفع أي عليك به.
* * * وفي حديثه (ما يمنعكم إذا رأيتم الرجل يخرق أعراض الناس ألا تعربوا عليه)؟
قالوا نخاف لسانه، قال: (ذاك ألا تكونوا شهداء) (5).
قال أبو عبيد: (ألا تعربوا) أي إلا تفسدوا عليه كلامه وتقبحوه له.
* * * وفي حديثه، أنه نهى عن الفرس في الذبيحة (6)