شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ١٢٥
عندي في هذا الحديث كلام والأظهر أن الرواية المشهورة هي الصحيحة وهي قوله:
(صدع من حديد) ولكن بفتح الدال وهو ما كان من الوعول، بين العظيم والشخت فان ثبتت الرواية بتسكين الدال فغير ممتنع أيضا يقال، رجل صدع إذا كان ضربا من الرجال ليس برهل ولا غليظ.
ورابع الخلفاء هو علي بن أبي طالب عليه السلام وأراد بالأسقف مدحه.
وقول عمر (وا دفراه!) إشارة إلى نفسه كأنه استصغر نفسه وعابها بالنسبة إلى ما وصفه الأسقف من مدح الرابع وإطرائه.
فأما تأويل أبى عبيدة فإنه ظن أن الرابع عثمان وجعل رسول الله صلى الله عليه وآله معدودا من الجملة ليصح كون عثمان رابعا وجعل الدفر والنتن له وصرف اللفظ عن الرواية المشهورة إلى غيرها فقال: (صدا حديد) ليطابق لفظة النتن على ما يليق بها فغير خاف ما فيه من التعسف ورفض الرواية المشهورة.
وأيضا فان رسول الله صلى الله عليه وآله لا يجوز إدخاله في لفظ الخلفاء لأنه ليس بخليفة لان الخليفة من يخلف غيره ورسول الله صلى الله عليه وآله مستخلف الناس كلهم ليس بخليفة لأحد.
* * * وفي حديث عمر، قال عند موته: (لو أن لي ما في الأرض جميعا لافتديت به من هول المطلع) (1).
قال أبو عبيد: هو موضع الاطلاع من إشراف إلى انحدار أو من انحدار إلى اشراف وهو من الأضداد، فشبه ما أشرف عليه من أمر الآخرة.

(1) الفائق 2: 88.
(١٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281