عندي في هذا الحديث كلام والأظهر أن الرواية المشهورة هي الصحيحة وهي قوله:
(صدع من حديد) ولكن بفتح الدال وهو ما كان من الوعول، بين العظيم والشخت فان ثبتت الرواية بتسكين الدال فغير ممتنع أيضا يقال، رجل صدع إذا كان ضربا من الرجال ليس برهل ولا غليظ.
ورابع الخلفاء هو علي بن أبي طالب عليه السلام وأراد بالأسقف مدحه.
وقول عمر (وا دفراه!) إشارة إلى نفسه كأنه استصغر نفسه وعابها بالنسبة إلى ما وصفه الأسقف من مدح الرابع وإطرائه.
فأما تأويل أبى عبيدة فإنه ظن أن الرابع عثمان وجعل رسول الله صلى الله عليه وآله معدودا من الجملة ليصح كون عثمان رابعا وجعل الدفر والنتن له وصرف اللفظ عن الرواية المشهورة إلى غيرها فقال: (صدا حديد) ليطابق لفظة النتن على ما يليق بها فغير خاف ما فيه من التعسف ورفض الرواية المشهورة.
وأيضا فان رسول الله صلى الله عليه وآله لا يجوز إدخاله في لفظ الخلفاء لأنه ليس بخليفة لان الخليفة من يخلف غيره ورسول الله صلى الله عليه وآله مستخلف الناس كلهم ليس بخليفة لأحد.
* * * وفي حديث عمر، قال عند موته: (لو أن لي ما في الأرض جميعا لافتديت به من هول المطلع) (1).
قال أبو عبيد: هو موضع الاطلاع من إشراف إلى انحدار أو من انحدار إلى اشراف وهو من الأضداد، فشبه ما أشرف عليه من أمر الآخرة.