وهذا شبيه بقول ابن عباس في رجل جعل أمر امرأته بيدها فقالت له: أنت طالق ثلاثا فقال: خطأ الله نوءها! إلا طلقت نفسها ثلاثا! ليس هذا دعاء منه ألا تمطر إنما ذلك على الكلام المقول.
ومما يبين أن عمر أراد إبطال الأنواء والتكذيب بها قوله: (لقد استسقيت بمجاديح السماء) التي يستسقى بها الغيث فجعل الاستغفار هو المجاديح لا الأنواء.
* * * وفى حديثه وهو يذكر حال صباه في الجاهلية لقد رأيتني مرة وأختا لي نرعى على أبوينا ناضحا لنا قد ألبستنا أمنا نقبتها وزودتنا يمينتيها من الهبيد فنخرج بناضحنا فإذا طلعت الشمس ألقيت النقبة إلى أختي وخرجت أسعى عريان فنرجع إلى أمنا وقد جعلت لنا لفيتة من ذلك الهبيد، فيا خصباه! (1).
قال أبو عبيد: الناضح البعير الذي يسنى عليه فيسقى به الأرض والأنثى ناضحة وهي السانية أيضا والجمع سوان وقد سنت تسنو ولا يقال ناضح لغير المستسقى.
والنقبة أن تؤخذ القطعة من الثوب قدر السراويل فيجعل لها حجزة مخيطة من غير نيفق (1)، وتشد كما تشد حجزة السراويل فإذا كان لها نيفق وساقان فهي سراويل.
وقال: والذي وردت به الرواية (زودتنا يمينتيها) والوجه في الكلام أن يكون (يمينتيها) بالتشديد لأنه تصغير (يمين) بلا هاء وإنما قال: (يمينتيها) ولم يقل: يديها ولا كفيها لأنه لم يرد أنها جمعت كفيها ثم أعطتنا بهما، وإنما أراد أنها أعطت كل واحد كفا كفا بيمينها فهاتان يمينان.
الهبيد حب الحنظل زعموا أنه يعالج حتى يمكن أكله ويطيب