شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ١٣٠
وهذا شبيه بقول ابن عباس في رجل جعل أمر امرأته بيدها فقالت له: أنت طالق ثلاثا فقال: خطأ الله نوءها! إلا طلقت نفسها ثلاثا! ليس هذا دعاء منه ألا تمطر إنما ذلك على الكلام المقول.
ومما يبين أن عمر أراد إبطال الأنواء والتكذيب بها قوله: (لقد استسقيت بمجاديح السماء) التي يستسقى بها الغيث فجعل الاستغفار هو المجاديح لا الأنواء.
* * * وفى حديثه وهو يذكر حال صباه في الجاهلية لقد رأيتني مرة وأختا لي نرعى على أبوينا ناضحا لنا قد ألبستنا أمنا نقبتها وزودتنا يمينتيها من الهبيد فنخرج بناضحنا فإذا طلعت الشمس ألقيت النقبة إلى أختي وخرجت أسعى عريان فنرجع إلى أمنا وقد جعلت لنا لفيتة من ذلك الهبيد، فيا خصباه! (1).
قال أبو عبيد: الناضح البعير الذي يسنى عليه فيسقى به الأرض والأنثى ناضحة وهي السانية أيضا والجمع سوان وقد سنت تسنو ولا يقال ناضح لغير المستسقى.
والنقبة أن تؤخذ القطعة من الثوب قدر السراويل فيجعل لها حجزة مخيطة من غير نيفق (1)، وتشد كما تشد حجزة السراويل فإذا كان لها نيفق وساقان فهي سراويل.
وقال: والذي وردت به الرواية (زودتنا يمينتيها) والوجه في الكلام أن يكون (يمينتيها) بالتشديد لأنه تصغير (يمين) بلا هاء وإنما قال: (يمينتيها) ولم يقل: يديها ولا كفيها لأنه لم يرد أنها جمعت كفيها ثم أعطتنا بهما، وإنما أراد أنها أعطت كل واحد كفا كفا بيمينها فهاتان يمينان.
الهبيد حب الحنظل زعموا أنه يعالج حتى يمكن أكله ويطيب

(1) الفائق 3: 211.
(2) نيفق السراويل: المتسع منها.
(١٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281