شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ١٢٢
الكدر فوالله إني لأرتع فأشبع وأسقي فأروي وإني لأضرب العروض وأزجر العجول وأؤدب قدري وأسوق خطوتي وأرد اللفوت وأضم العنود وأكثر الضجر وأقل الضرب، وأشهر بالعصا وأدفع باليد ولولا ذلك لأعذرت.
قال أبو جعفر: فكان معاوية إذا حدث بهذا الحديث يقول: كان والله عالما برعيته.
قال ابن قتيبة: رملت السرير وأرملته إذا نسجته بشريط من خوص أو ليف.
وذقن عليها، أي وضع عليها ذقنه يستمع الحديث.
وقوله فقرع حجكم، أي خلت أيام الحج من الناس، وكانوا يتعوذون من قرع الفناء وذلك ألا يكون عليه غاشية وزوار ومن قرع المراح وذلك ألا يكون فيه إبل.
والقابية قشر البيضة إذا خرج منها الفرخ.
والقوب الفرخ، قال الكميت:
لهن وللمشيب ومن علاه * من الأمثال قابية وقوب.
أراد أن النساء ينفرن من ذي الشيب ويفارقنه كما يفارق الفرخ البيضة فلا يعود إليها بعد خروجه منها أبدا وروى عن عمر إنكم إذا رأيتم العمرة في أشهر الحج كافية من الحج خلت مكة من الحجاج فكانت كبيضة فارقها فرخها قوله (إني لأرتع فأشبع وأسقى فأروي) مثل مستعار من رعيت الإبل أي إذا أرتعت الإبل أي أرسلتها ترعى تركتها حتى تشبع وإذا سقيتها تركتها حتى تروى.
وقوله (أضرب العروض) العروض الناقة تأخذ يمينا وشمالا ولا تلزم المحجة يقول أضربها حتى تعود إلى الطريق. ومثله قوله: (وأضم العنود).
والعجول: البعير يند عن الإبل، يركب رأسه عجلا ويستقبلها.

(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281