شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ١٢٩
قال أبو عبيد: قيل في تفسيره: أن ينتهى بالذبح إلى النخاع وهو عظم في الرقبة وربما فسر النخاع بأنه المخ الذي في فقار الصلب متصلا بالقفا، فنهى أن ينتهى بالذبح إلى ذلك.
وقيل في تفسيره أيضا أن يكسر رقبة الذبيحة قبل أن تبرد ويؤكد هذا التفسير قوله في تمام الحديث (ولا تعجلوا الأنفس حتى تزهق).
* * * وفى حديثه حين أتاه رجل يسأله أيام المحل، فقال له: هلكت وأهلكت، فقال عمر: (أهلكت وأنت تنث نثيث الحميت، أعطوه ربعه من الصدقة) فخرجت يتبعها ظئراها (1).
قال أبو عبيد: قد روى تمث بالميم والمحفوظ بالنون وتنث أي ترشح وتعرق من سمنك وكثرة لحمك.
والحميت: النحى وفيه الرب أو السمن أو نحوها والربعة ما ولد في أول النتاج والذكر ربع.
* * * وفى حديثه أنه خرج إلى المسجد للاستسقاء فصعد المنبر، فلم يزد على الاستغفار حتى نزل فقيل: إنك لم تستسق، فقال: (لقد استسقيت بمجاديح السماء) (3).
قال أبو عبيد: جعل الاستغفار استسقاء تأول فيه قوله تعالى (استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا) (4) والمجاديح: جمع مجدح وهو النجم الذي كانت العرب تزعم أنها تمطر به ويقال مجدح بضم الميم وإنما قال عمر:
ذلك على أنها كلمة جارية على ألسنة العرب ليس على تحقيق الأنواء ولا التصديق بها

(١) النهاية لابن الأثير ٤: ١٢٥، الفائق ٣: ٢١٠ (٢) النهاية لابن الأثير 4: 77.
(3) نهاية ابن الأثير 1: 146 (4) سورة نوح 10، 11.
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281