قوله (وأؤدب قدري) أي قدر طاقتي.
وقوله: (وأسوق خطوتي) أي قدر خطوتي.
واللفوت: البعير يلتفت يمينا وشمالا ويروغ.
وقوله: (وأكثر الزجر وأقل الضرب) أي أنه يقتصر من التأديب في السياسة على ما يكتفى به حتى يضطر إلى ما هو أشد منه وأغلظ.
وقوله: (وأشهر بالعصا وأدفع باليد) يريد أنه يرفع العصا يرهب بها ولا يستعملها ولكنه يدفع بيده.
قوله: (ولولا ذلك لأعذرت) أي لولا هذا التدبير وهذه السياسة لخلفت بعض ما أسوق ويقال أعذر الراعي الشاة والناقة إذا تركها والشاة العذيرة وعذرت هي إذا تخلفت عن الغنم.
قال ابن قتيبة، وهذه أمثال ضربها وأصلها في رعية الإبل وسوقها، وإنما يريد بها حسن سياسته للناس في الغزاة التي ذكرها، يقول فإذا كنت أفعل كذا في أيام رسول الله صلى الله عليه وآله مع طاعة الناس له وتعظيمهم إياه فكيف لا أفعله بعده!.
وعندي أن ابن قتيبة غالط في هذا التأويل وليس في كلام عمر ما يدل على ذلك وليس عمر في غزاة قرقرة الكدر يسوس الناس ولا يأمرهم ولا ينهاهم، وكيف ورسول الله صلى الله عليه وآله حاضر بينهم! ولا كان في غزاة قرقرة الكدر حرب ولا ما يحتاج فيه إلى السياسة وهل كان لعمر أو لغير عمر ورسول الله صلى الله عليه وآله حي أن يرتع فيشبع ويسقى فيروى! وهل تكون هذه الصفات وما بعدها إلا للرئيس الأعظم! والذي أراده عمر ذكر حاله في خلافته رادا على عمران بن سوادة في قوله: (إن الرعية يشكون منك عنف السياق وشدة النهر)، فقال: ليشكون! فوالله إني لرفيق بهم ومستقص في سياستهم،