تيمي، وابن عم أبى بكر الصديق، وقد كان حصل في نفوس بني هاشم من بنى تيم حنق شديد لأجل الخلافة، وكذلك صار في صدور تيم على بني هاشم، وهذا أمر مركوز في طبيعة البشر، وخصوصا طينة العرب وطباعها، والتجربة إلى الآن تحقق ذلك، فبقي من الستة أربعة.
فقال سعد بن أبي وقاص: وأنا قد وهبت حقي من الشورى لابن عمى عبد الرحمن - وذلك لأنهما من بنى زهرة، ولعلم سعد أن الامر لا يتم له - فلما لم يبق إلا الثلاثة.
قال عبد الرحمن لعلى وعثمان: أيكما يخرج نفسه من الخلافة، ويكون إليه الاختيار في الاثنين الباقيين؟ فلم يتكلم منهما أحد، فقال عبد الرحمن: أشهدكم أنني قد أخرجت نفسي من الخلافة، على أن أختار أحدهما، فأمسكا، فبدأ بعلي عليه السلام، وقال له:
أبايعك على كتاب الله، وسنة رسول الله، وسيرة الشيخين: أبى بكر وعمر. فقال:
بل على كتاب الله وسنة رسوله واجتهاد رأيي. فعدل عنه إلى عثمان، فعرض ذلك عليه، فقال: نعم، فعاد إلى علي عليه السلام، فأعاد قوله، فعل ذلك عبد الرحمن ثلاثا، فلما رأى أن عليا غير راجع عما قاله، وأن عثمان ينعم له (1) بالإجابة صفق على يد عثمان، وقال:
السلام عليك يا أمير المؤمنين، فيقال: إن عليا عليه السلام قال له. والله ما فعلتها إلا لأنك رجوت منه ما رجا صاحبكما من صاحبه، دق الله بينكما عطر منشم (2).
قيل: ففسد بعد ذلك بين عثمان وعبد الرحمن، فلم يكلم أحدهما صاحبه حتى مات عبد الرحمن.
* * *