ومنها ناسخه ومنسوخه، فالناسخ كقوله: ﴿اقتلوا المشركين﴾ (١)، والمنسوخ كقوله: ﴿لا إكراه في الدين﴾ (2).
ومنها رخصه وعزائمه، فالرخص كقوله تعالى: (فمن اضطر في مخمصة) (3) والعزائم، كقوله: (فاعلم أنه لا إله إلا الله) (4).
ومنها خاصه وعامه، فالخاص، كقوله تعالى: (وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي) (5)، والعام كالألفاظ الدالة على الاحكام العامة لسائر المكلفين كقوله: (أقيموا الصلاة) (6). ويمكن أن يراد بالخاص العمومات التي يراد بها الخصوص، كقوله:
(وأوتيت من كل شئ) (6) وبالعام ما ليس مخصوصا، بل هو على عمومه كقوله تعالى:
(والله بكل شئ عليم) (7).
ومنها عبره وأمثاله، فالعبر كقصة أصحاب الفيل، وكالآيات التي تتضمن النكال والعذاب النازل بأمم الأنبياء من قبل، والأمثال كقوله: (كمثل الذي استوقد نارا) (8).
ومنها مرسله ومحدوده، وهو عبارة عن المطلق والمقيد، وسمى المقيد محدودا وهي لفظة فصيحة جدا، كقوله: (فتحرير رقبة) (9) وقال في موضع آخر: (وتحرير رقبة مؤمنة) (10).
ومنها محكمه ومتشابهه، فمحكمه كقوله تعالى: (قل هو الله أحد) (11)، والمتشابه، كقوله: (إلى ربها ناظره) (12).
ثم قسم عليه السلام الكتاب قسمة ثانية، فقال: إن منه ما لا يسع أحدا جهله