فأبو أحمد من أسرة علمية، وصل إلينا معرفة هؤلاء منها، ولا ريب أن صاحب التأثير الأكبر في حياته هو والده، ولأخيه أيضا أثر في تكوينه العلمي، فهو - على ما يظهر من تاريخ وفاته سنة 358 - أكبر من أبي أحمد، وفي طبقة صغار شيوخه.
ونسبته (العسكري) إلى عسكر مكرم، وهو بلد مشهور من نواحي خوزستان، ومكرم الذي ينسب إليه البلد، هو: أول من اختطها من العرب، وهو مكرم ابن مغراء بن الحارث، أحد بني جعونة بن الحارث بن نمير بن عامر بن صعصعة، له ذكر وخبر في معجم البلدان عند الكلام على عسكر مكرم.
مولده ووفاته:
ولد الإمام أبو أحمد العسكري يوم الخميس لست عشرة ليلة خلت من شوال من شهور سنة 293، وذلك في مدينة عسكر مكرم، وهذا التاريخ متفق عليه، إذ لم يذكر أحد غيره.
أما تاريخ وفاته: فقد اختلف فيه، ولذا قال الجمال القفطي في إنباه الرواة: عاش إلى حدود ثمانين وثلاث مائة، تخلصا مما وقع في تاريخ وفاته من اختلاف.
وأرخه الحافظ أبو طاهر السلفي في جزئه الذي كتبه في سيرة العسكريين:
أبي أحمد وأبي هلال. ونقله عنه برمته ياقوت في معجم الأدباء (8 / 233 - 251).
أرخه: يوم الجمعة لسبع خلون من ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة وتابعه كثيرون: ابن خلكان، والحافظ الذهبي في (سير أعلام النبلاء)، واليافعي في (مرآة الجنان)، وابن تغري بردي في (النجوم الزاهرة)، وابن العماد في (الشذرات).
وهذا التحديد الدقيق لتاريخ وفاته نقله السلفي عن أحمد بن إسماعيل بن فضلان العسكري. وأرخه تلميذه الحافظ أبو نعيم في (تاريخ أصبهان) في صفر