وعنكم تصدر، وإليكم ترجع، ولكنكم مكنتم الظلمة من أزمتكم (1) وأسلمتم أمور الله في أيديهم يعملون بالشبهات ويسيرون في الشهوات، سلطهم على ذلك (2) فراركم من الموت، وإعجابكم بالحياة التي هي مفارقتكم (3) فأسلمتم الضعفاء في أيديهم، فمن بين مستعبد ومقهور، ومن بين مستضعف على معيشته مغلوب، يتقلبون في الملك بآرائهم، ويستشعرون الخزي بأهوائهم اقتداء بالأشرار، وجرأة على الجبار (4).
في كل بلد منهم على منبره خطيب مصقع والأرض لهم شاغرة (5) وأيديهم فيها مبسوطة وأيدي القادة عنهم مكفوفة، وسيوفهم عليهم مسلطة، وسيوفكم عنهم مسنمة (6) [و] [و] الناس لهم خول لا يدفعون يد لامس فمن / 81 / بين جبار عنيد وذي سطوة على الضعفة، شديد مطاع لا يعرف المبدئ المعيد (7).
فيا عجبا وما لي لا أعجب والأرض مشحونة من غاش غشوم، ومتصدق ظلوم، وعامل على المؤمنين بهم غير رحيم فالله الحاكم فيما فيه تنازعنا، والقاضي بحكمه فيما شجر بيننا.
اللهم إنك تعلم أنه لم يكن الذي كان [منا] تنافسا في سلطان ولا التماس شئ من فضول الحطام، ولكن لنرد المعالم من دينك ونظهر الاصلاح في بلادك، ويأمن