المعيار والموازنة - أبو جعفر الإسكافي

مع علي " (1) فكيف تكون فتنة [حرب] قائدها ودليلها علي بن أبي طالب؟!.
مع روايتكم المشهورة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن وليتموها أبا بكر وجدتموه ضعيفا في بدنه قويا في دين الله، وإن وليتموها عمر وجدتموه قويا في بدنه قويا في دين الله، وإن وليتموها عليا يهدكم طريق الحق ويسلك بكم المحجة البيضاء (2).
فقبلوا هذا الرأي من أبي بكر من غير أن يسنده لهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يستشهد عليه أحدا من طريق الأثر، وشكوا في مثله، ولم يصوبوا / 9 / نظيره في [علي في] محاربته من بغى ونكث وشق العصا واستأثر بالفئ (3) مع إسناد

(١) رواه الترمذي في الحديث الثالث من باب مناقب علي عليه السلام من سننه: ج ١٢، ص ١٢٦.
وانظر ما رواه ابن عساكر في الحديث: (١١٦٢) من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق.
ج ٣ ص ١٢٠ ط ١.
وانظر أيضا الباب: (٣٦) من السمط الأول من فرائد السمطين: ج ١، ص ١٧٦، ط ١.
ورواه أيضا في الباب: (٤٥) من الفصل الأخير من كتاب غاية المرام ص ٥٣٩ ط ١، عن مصادر.
ورواه أيضا العلامة الأميني في الغدير: ج ٣ ص ١٧٩، ط ٢.
ورواه أيضا عن مصادر في كتاب ذيل إحقاق الحق: ج ٥ ص ٦٤٤.
(٢) للحديث مع هذه الخصوصية أسانيد كلها ضعيفة، ولهذا أدرجه ابن الجوزي في الواهيات، كما في " ذيل الخلافة " من منتخب كنز العمال المطبوع بهامش مسند أحمد: ج ٢ ص ١٩١، ط ١.
وقال الذهبي في تلخيص المستدرك: ج ٣ ص ٧٠: هذا الخبر منكر.
نعم ذيل الحديث: " إن وليتموها عليا يهدكم طريق الحق ويسلك بكم المحجة البيضاء " صحيح من أجل شهادة القرائن الخارجية على صدقه، ومن جهة كونه مرويا بأسانيد أخر معتبرة، ومن جهة كونه مرويا بروايات شيعة آل أبي سفيان، وبني العباس ومعاداتهما لأهل البيت لا تقل عما بين إبراهيم ونمرود، وموسى وفرعون؟!!
فراجع ما علقناه على الحديث: (٩٧ - ١٠٠) من شواهد التنزيل: ج ١، ص 61 - 63 ط 1.
وراجع أيضا ما ذكرناه في تعليق الحديث: (1110) من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 3 ص 68 وتواليها، ط 1.
وراجع أيضا ما فندنا به صدر الحديث تحت الرقم: (208) من السمط الأول من فرائد السمطين:
ج 1، ص 266 ط 1.
(3) لعل هذا هو الصواب، وفي الأصل: " واستأثروا بعد.. ".

(٣٦)