أشار بالمحرم عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم (قوله فرضت الصلاة ركعتين) أي بمكة وقوله تركت أي على ما كانت عليه من عدم وجوب الزائد بخلاف صلاة الحضر فإنها زيدت في ثلاث منها ركعتان فالمعنى أقرت صلاة السفر على جواز الاتمام وإن كان الأحب القصر وقد تقدم ما فيه من الاشكال في أول كتاب الصلاة (قوله تابعه عبد الرزاق عن معمر) وصله الإسماعيلي من طريق فياض بن زهير عن عبد الرزاق بلفظه وذكر ابن جرير عن الواقدي أن الزيادة في صلاة الحضر كانت بعد قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة بشهر واحد قال وزعم أنه لا خلاف بين أهل الحجاز في ذلك (قوله باب قول النبي صلى الله عليه وسلم اللهم أمضى لأصحابي هجرتهم ومرثيته لمن مات بمكة بتخفيف التحتانية وهو عطف على قول والمرثية تعديد محاسن الميت والمراد هنا التوجع له لكونه مات في البلد التي هاجر منها وقد تقدم بيان الحكمة في ذلك قبل بباب (قوله ورثتك) كذا للأكثر وللكشميهني والقابسي ذريتك ورواية الجماعة أولى لأن هذه اللفظة قد بين البخاري أنها لغير يحيى بن قزعة شيخه هنا (قوله ولست بنافق) كذا هنا وللكشميهني بمنفق وهو الصواب (قوله أن مات بمكة) هو بفتح الهمزة للتعليل وأغرب الداودي فتردد فيه فقال إن كان بالفتح ففيه دلالة على أنه أقام بمكة بعد الصدر من حجته ثم مات وإن كان بالكسر ففيه دليل على أنه قيل له إنه يريد التخلف بعد الصدر فخشي عليه أن يدركه أجله بمكة (قلت) والمضبوط المحفوظ بالفتح لكن ليس فيه دلالة على أنه أقام بعد حجه لان السياق يدل على أنه مات قبل الحج والله أعلم (قوله وقال أحمد بن يونس وموسى عن إبراهيم) يعني ابن سعد أن تذر ورثتك أما رواية أحمد بن يونس فأخرجها المصنف في حجة الوداع في آخر المغازي وأما رواية موسى وهو ابن إسماعيل فأخرجها المؤلف في الدعوات (قوله باب كيف آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه تقدم في مناقب الأنصار باب آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار قال ابن عبد البر كانت المؤاخاة مرتين مرة بين المهاجرين خاصة وذلك بمكة ومرة بين المهاجرين والأنصار فهي المقصودة هنا وذكر ابن سعد بأسانيد الواقدي إلى جماعة من التابعين قالوا لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة آخى بين المهاجرين وآخى بين المهاجرين والأنصار على المواساة وكانوا يتوارثون وكانوا تسعين نفسا بعضهم من المهاجرين وبعضهم من الأنصار وقيل كانوا مائة فلما نزل وأولوا الأرحام بطلت المواريث بينهم بتلك المؤاخاة (قلت) وسيأتي في الفرائض من حديث ابن عباس لما قدموا المدينة كان يرث المهاجري الأنصاري دون ذوي رحمه بالاخوة التي آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم فنزلت وعند أحمد من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده نحوه قال السهيلي آخى بين أصحابه ليذهب عنهم وحشة الغربة ويتأنسوا من مفارقة الأهل والعشيرة ويشد بعضهم أزر بعض فلما عز الاسلام واجتمع الشمل وذهبت الوحشة أبطل المواريث وجعل المؤمنين كلهم إخوة وأنزل إنما المؤمنون إخوة يعني في التوادد وشمول الدعوة واختلفوا في ابتدائها فقيل بعد الهجرة بخمسة أشهر وقيل بتسعة وقيل وهو يبني المسجد وقيل قبل بنائه وقيل بسنة وثلاثة أشهر قبل بدر وعند أبن سعد في شرف المصطفى كان الاخاء بينهم في المسجد وذكر محمد بن إسحاق المؤاخاة فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه بعد أن هاجر تآخوا أخوين أخوين فكان
(٢١٠)