فتح الباري - ابن حجر - ج ٧ - الصفحة ٣٠٨
المنافقون يستأذنون ويقولون إن بيوتنا عورة فمر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا جاث على ركبتي ولم يبق معه إلا ثلاثمائة فقال اذهب فأتني بخبر القوم قال فدعا لي فأذهب الله عني القر والفزع فدخلت عسكرهم فإذا الريح فيه لا تجاوزه شبرا فلما رجعت رأيت فوارس في طريقي فقالوا أخبر صاحبك أن الله عز وجل كفاه القوم وأصل هذا الحديث عند مسلم باختصار وسيأتي في الحديث الذي يليه شئ يتعلق بحديث عائشة * الحديث السابع ذكر فيه حديث البراء من وجهين (قوله عن البراء) سيأتي بعد حديث بن عباس الطريق الأخرى لحديث البراء وفيه تصريح أبي إسحاق بسماعه له من البراء (قوله حتى أغمر بطنه أو أعبر بطنه) كذا وقع بالشك بالغين المعجمة فيهما فأما التي بالموحدة فواضح من الغبار وأما التي بالميم فقال الخطابي إن كانت محفوظة فالمعنى وارى التراب جلدة بطنه ومنه غمار الناس وهو جمعهم إذا تكاثف ودخل بعضهم في بعض قال وروى اعفر بمهملة وفاء والعفر بالتحريك التراب وقال عياض وقع للأكثر بمهملة وفاء ومعجمة وموحدة فمنهم من ضبطه بنصب بطنه ومنهم من ضبطه برفعها وعند النسفي حتى غبر بطنه أو اغبر بمعجمة فيهما وموحدة ولأبي ذر وأبي زيد حتى أغمر قال ولا وجه لها إلا أن يكون بمعنى ستركما في الرواية الأخرى حتى وارى عني التراب بطنه قال وأوجه هذه الروايات اغبر بمعجمة وموحدة وبرفع بطنه (قلت) وفي حديث أم سلمة عند أحمد بسند صحيح كان النبي صلى الله عليه وسلم يعاطيهم اللبن يوم الخندق وقد اغبر شعر صدره وفي الرواية الآتية حتى وارى عني الغبار جلد بطنه وكان كثير الشعر وظاهر هذا أنه كان كثير شعر الصدر وليس كذلك فان في صفته صلى الله عليه وسلم أنه كان دقيق المسربة أي الشعر الذي في الصدر إلى البطن فيمكن أن يجمع بأنه كان مع دقته كثيرا أي لم يكن منتشرا بل كان مستطيلا والله أعلم (قوله يقول والله لولا الله ما اهتدينا) بين في الرواية التي بعد هذه أن هذا الرجز من كلام عبد الله بن رواحة وقوله إن الأولى قد بغوا علينا ليس بموزون وتحريره أن الذين قد بغوا علينا فذكر الراوي الأولى بمعنى الذين وحذف قد وزعم ابن التين أن المحذوف قد وهم قال والأصل ان الأولى هم قد بغوا علينا وهو يتزن بما قال لكن لا يتعين وذكره بعض الرواة في مسلم بلفظ أبوا بدل بغوا ومعناه صحيح أي أبوا أن يدخلوا في ديننا ووقع في الطريق الثانية لحديث البراء أن الأولى قد رغبوا علينا كذا للسرخسي والكشميهني وأبي الوقت والأصيلي وكذا في نسخة بن عساكر وللباقين قد بغوا كالأولى وأما الأصيلي فضبطها بالغين الثقيلة والموحدة وضبطها في المطالع بالغين المعجمة وضبطت في رواية أبي الوقت كذا لكن بزاي أوله والمشهور ما في المطالع (قوله ورفع بها صوته أبينا أبينا) كذا للأكثر بموحدة وفي آخر الرواية الآتية قال ثم يمد صوته بآخرها وهو يبين أن المراد بقوله أبينا ما وقع في آخر القسم الأخير وهو قوله إذا أرادوا فتنة أبينا ويحتمل أن يريد ما وقع في القسم الأخير وهو قوله إنا إذا صيح بنا أبينا فإنه روى بالوجهين ووقع في رواية أبي ذر وأبي الوقت وكريمة أتينا بمثناة بدل الموحدة والأصيلي والسجزي بمثناة قال عياض كلاهما صحيح المعنى أما الأول فمعناه إذا صيح بنا لفزع أو حادث أبينا الفرار وثبتنا وأما الثاني فمعناه جئنا وأقدمنا على عدونا قال والرواية في هذا القسم بالمثناة أوجه لان إعادة الكلمة في قوافي الرجز عن قرب عيب معلوم عنده فالراجح أن قوله إذا أرادوا فتنة أبينا
(٣٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم 2
2 باب مناقب المهاجرين وفضلهم 7
3 باب قول النبي صلى الله عليه وسلم سدوا الأبواب الا باب أبى بكر رضى الله عنه 10
4 باب فضل أبى بكر بعد النبي صلى الله عليه وسلم 14
5 باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لو كنت متخذا خليلا 15
6 باب مناقب عمر بن الخطاب رضى الله عنه 34
7 باب مناقب عثمان بن عفان أبى عمرو القرشي رضى الله عنه 43
8 باب قصة البيعة والاتفاق على عثمان بن عفان رضى الله عنه 49
9 باب مناقب علي بن أبى طالب القرشي الهاشمي أبى الحسن رضى الله عنه 57
10 باب مناقب جعفر بن أبى طالب الهاشمي 61
11 باب ذكر العباس بن عبد المطلب رضى الله عنه 62
12 باب مناقب قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم 63
13 باب مناقب الزبير بن العوام رضى الله عنه 64
14 ذكر طلحة بن عبيد الله رضى الله عنه 65
15 مناقب سعد بن أبى وقاص الزهري رضى الله عنه 66
16 ذكر أصهار النبي صلى الله عليه وسلم 67
17 مناقب زيد بن حارثة مولى النبي صلى الله عليه وسلم 69
18 ذكر اسامة بن زيد رضى الله عنه 69
19 مناقب عبد الله عبد الله بن عمر بن الخطاب رضى الله عنه 71
20 باب مناقب عمار وحذيفة رضى الله عنه 71
21 باب مناقب أبى عبيدة بن الجراح رضى الله عنه 73
22 باب مناقب الحسن والحسين رضى الله عنهما 74
23 مناقب بلال بن رباح مولى أبى بكر رضى الله عنهما 78
24 ذكر ابن عباس رضى الله عنهما 78
25 مناقب خالد بن الوليد رضى الله عنه 79
26 باب مناقب سالم مولى أبى حذيفة رضى الله عنه 79
27 باب مناقب عبد الله بن مسعود رضى الله عنه 80
28 باب ذكر معاوية رضى الله عنه 80
29 باب مناقب فاطمة رضى الله عنها 81
30 باب فضل عائشة رضى الله عنها 82
31 باب مناقب الأنصار رضى الله عنهم 85
32 باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار 86
33 باب إخاء النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار 86
34 باب حب الأنصار 87
35 باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار أنتم أحب الناس إلى 87
36 باب اتباع الأنصار 87
37 باب فضل دور الأنصار 88
38 باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار اصبروا حي تلقوني على الحوض 89
39 باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أصلح الأنصار والمهاجرة 90
40 باب قول الله عز وجل ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة 90
41 باب قول النبي صلى الله عليه وسلم اقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم 91
42 باب مناقب سعد بن معاذ رضى الله عنه 93
43 باب منقبة أسيد بن حضير وعباد بن بشر رضى الله عنه 94
44 مناقب معاذ بن جبل رضى الله عنه 95
45 منقبة سعد بن عبادة رضى الله عنه 95
46 باب مناقب أبى بن كعب رضى الله عنه 96
47 باب مناقب زيد بن ثابت 96
48 باب مناقب أبى طلحة رضى الله عنه 96
49 باب مناقب عبد الله بن سلام رضى الله عنه 97
50 باب ذكر جرير بن عبد الله البجلي 99
51 باب ذكر حذيفة بن اليمان العبسي رضى الله عنه 99
52 باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة وفضلها رضى الله عنه 100
53 باب ذكر هند بنت عتبة بن ربيعة رضى الله عنها 107
54 باب حديث زيد بن عمرو بن نفيل 108
55 باب بنيان الكعبة 110
56 باب أيام الجاهلية 112
57 باب مبعث النبي صلى الله عليه وسلم 123
58 باب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المشركين بمكة 125
59 باب اسلام أبى بكر الصديق رضى الله عنه 129
60 باب اسلام سعد رضى الله عنه 130
61 باب ذكر الجن وقول الله تعالى قل أوحى إلى انه استمع نفر من الجن 130
62 باب اسلام أبى ذر الغفاري رضى الله عنه 132
63 باب اسلام سعيد بن زيد 134
64 باب اسلام عمر بن الخطاب رضى الله عنه 134
65 باب انشقاق القمر 138
66 باب هجرة الحبشة 143
67 باب موت النجاشي 146
68 باب تقاسم المشركين على النبي صلى الله عليه وسلم 146
69 باب قصة أبى طالب 147
70 حديث الاسراء وقول الله تعالى سبحان الذي اسرى بعبده ليلا 150
71 باب المعراج 154
72 باب وفود الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم وبيعة العقبة 171
73 باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة وقدومها المدينة وبنائه بها 175
74 باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة 177
75 باب مقدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة 202
76 باب إقامة المهاجر بمكة بعد قضاء نسكه 207
77 باب التاريخ 208
78 باب قون النبي صلى الله عليه وسلم اللهم امض لأصحابي هجرتهم ومرثيته لمن مات بمكة 210
79 باب كف آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه 210
80 باب 212
81 باب اتيان اليهود النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة 213
82 باب اسلام سلمان الفارسي رضى الله عنه 216
83 (كتاب المغازي) 217
84 باب غزوة العشيرة 217
85 باب ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من يقتل ببدر 219
86 قصة غزوة بدر 222
87 باب قوله تعالى إذ تستغيثون ربكم إلى قوله شديد العقاب 223
88 باب 226
89 باب عدة أصحاب بدر 226
90 باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على كفار قريش 228
91 باب قتل أبى جهل 228
92 باب فضل من شهد بدرا 237
93 باب 238
94 باب شهود الملائكة بدرا 242
95 باب 243
96 باب تسمية من سمى من أهل بدر في الجامع 251
97 باب قتل كعب بن الأشرف 259
98 قتل أبى رافع عبد الله بن أبى الحقيق 266
99 باب غزوة أحد 266
100 باب إذ همت طائفتان منكم ان تفشلا والله وليهما الآية 275
101 باب قول الله تعالى ان الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان الآية 280
102 باب إذ تصعدون ولا تلوون على أحد إلى قوله بما تعلمون 280
103 باب قوله ثم انزل عليكم من بعد النعم أمنة نعاسا الآية 280
104 باب قوله تعاليل ليس لك من الامر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون 281
105 باب ذكر أم سليط 282
106 باب ما أصاب النبي صلى الله عليه وسلم من الجراح يوم أحد 286
107 باب الذين استجابوا الله والرسول 287
108 باب من قتل من المسلمين يوم الحد 287
109 باب أحد جبل يحبنا ونحبه 289
110 باب غزوة الرجيع ورعل وذكوان وبئر معونة وحديث عضل والقارة وعاصم ابن ثابت وخبيب وأصحابه 290
111 باب غزوة الخندق وهى الأحزاب 301
112 باب مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الأحزاب 313
113 باب غزوة ذات الرفاع 321
114 باب غزوة بنى المصطلق 331
115 باب غزوة أنمار 332
116 باب حديث الافك 333
117 باب غزوة الحديبية 338
118 باب قصة عكل 351
119 باب غزوة ذي قرد 352
120 باب غزوة خيبر 356
121 باب استعمال النبي صلى الله عليه وسلم على أهل خيبر 380
122 باب معاملة النبي صلى الله عليه وسلم أهل خيبر 380
123 باب الشاة إلى سمت للنبي صلى الله عليه وسلم بخيبر 380
124 غزوة زيد بن حارثة 382
125 باب عمرة القضاء 382
126 باب غزوة موته 392
127 باب بعث النبي صلى الله عليه وسلم اسامة بن زيد إلى الحرقات 398
128 باب غزوة الفتح 399