بكونها بشعة وقوله بشعة بموحدة ومعجمة وعين مهملة وقيل بنون وغين معجمة والنشغ الغثي أي أنهم كان يحصل لهم عند ازدرادها شبيه بالغثي والأول أصوب وقوله في الحلق هو بالحاء المهملة (قوله ولها ريح منتن) يدل على أنها عتيقة جدا حتى عفنت وأنتنت وفي رواية الإسماعيلي ولها ريح منكر قال ابن التين الصواب ريح منتنة لان الريح مؤنثة قال إلا أنه يجوز في المؤنث غير الحقيقي أن يعبر عنه بالمذكر ومنتن بضم الميم ويجوز كسرها * الحديث الرابع (قوله عن أبيه) في رواية يونس بن بكير في زيادات المغازي عن عبد الواحد بن أيمن المخزومي (قوله أتيت جابرا فقال إنا يوم الخندق) في رواية الإسماعيلي من طريق المحاربي عن عبد الواحد بن أيمن عن أبيه قال قلت لجابر بن عبد الله حدثني بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرويه عنك فقال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق (قوله فعرضت كيدة) كذا لأبي ذر بفتح الكاف وسكون التحتانية قيل هي القطعة الشديدة الصلبة من الأرض وقال عياض كأن المراد أنها واحدة الكيد كأنهم أرادوا أن الكيد وهي الجبلة أعجزهم فلجئوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وفي رواية أحمد عن وكيع عن عبد الواحد بن أيمن وههنا كدية من الجبل وفي رواية الإسماعيلي فعرضت كدية وهي بضم الكاف وتقديم الدال على التحتانية وهي القطعة الصلبة الصماء ووقع في رواية الأصيلي عن الجرجاني كندة بنون وعند بن السكن كتدة بمثناة من فوق قال عياض لا أعرف لهما معنى وفي رواية الإسماعيلي فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت هذه كدية قد عرضت في الخندق وزاد في روايته فقال رشوها بالماء فرشوها (قوله أنا نازل ثم قام وبطنه معصوب بحجر) زاد يونس من الجوع وفي رواية أحمد أصابهم جهد شديد حتى ربط النبي صلى الله عليه وسلم على بطنه حجرا من الجوع وفائدة ربط الحجر على البطن أنها تضمر من الجوع فيخشى على انحناء الصلب بواسطة ذلك فإذا وضع فوقها الحجر وشد عليها العصابة استقام الظهر وقال الكرماني لعله لتسكين حرارة الجوع ببرد الحجر ولأنها حجارة رقاق قدر البطن تشد الأمعاء فلا يتحلل شئ مما في البطن فلا يحصل ضعف زائد بسبب التحلل (قوله ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقا) هي جملة معترضة أوردها لبيان السبب في ربطه صلى الله عليه وسلم الحجر على بطنه وزاد الإسماعيلي لا نطعم شيئا أو لا نقدر عليه (قوله فأخذ المعول) بكسر الميم وسكون المهملة وفتح الواو بعدها لام أي المسحاة وفي رواية أحمد فأخذ المعول أو المسحاة بالشك (قوله فضرب) في رواية الإسماعيلي ثم سمى ثلاثا ثم ضرب وعند الحارث بن أبي أسامة من طريق سليمان التيمي عن أبي عثمان قال ضرب النبي صلى الله عليه وسلم في الخندق ثم قال * بسم الله وبه بدينا * ولو عبدنا غيره شقينا * فحبذا ربا وحب دينا.
(قوله فعاد كثيبا) أي رملا (قوله هيل أو أهيم) شك من الراوي في رواية الإسماعيلي أهيل بغير شك وكذا عند يونس وفي رواية أحمد كثيبا يهال والمعنى أنه صار رملا يسيل ولا يتماسك قال الله تعالى وكانت الجبال كثيبا مهيلا أي رملا سائلا وأما أهيم فقال عياض ضبطها بعضهم بالمثلثة وبعضهم بالمثناة وفسرها بأنها تكسرت والمعروف بالتحتانية وهي بمعنى أهيل وقد قال في قوله تعالى فشاربون شرب الهيم المراد الرمال التي لا يرويها الماء وقد تقدم الخلاف في تفسيرها في كتاب البيوع ووقع عند أحمد والنسائي في هذه القصة زيادة بإسناد حسن