وكنية سراقة أبو سفيان وكان ينزل قديدا وعاش إلى خلافة عثمان (قوله دية كل واحد) أي مائة من الإبل وصرح بذلك موسى بن عقبة وصالح بن كيسان في روايتهما عن الزهري وفي حديث أسماء بنت أبي بكر عند الطبراني وخرجت قريش حين فقدوهما في بغائهما وجعلوا في النبي صلى الله عليه وسلم مائة ناقة وطافوا في جبال مكة حتى انتهوا إلى الجبل الذي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر يا رسول الله إن هذا الرجل ليرانا وكان مواجهه فقال كلا إن ملائكة تسترنا بأجنحتها فجلس ذلك الرجل يبول مواجهة الغار فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو كان يرانا ما فعل هذا (قوله رأيت آنفا) أي في هذه الساعة (قوله أسودة) أي أشخاصا في رواية موسى بن عقبة وابن إسحاق لقد رأيت ركبة ثلاثة إني لأظنه محمدا وأصحابه ونحوه في رواية صالح بن كيسان (قوله رأيت فلانا وفلانا انطلقوا بأعيننا) أي في نظرنا معاينة يبتغون ضالة لهم وفي رواية موسى بن عقبة وابن إسحاق فأومأت إليه أن اسكت وقلت إنما هم بنو فلان يبتغون ضالة لهم قال لعل وسكت ونحوه في رواية معمر وفي حديث أسماء فقال سراقة إنهما راكبان ممن بعثنا في طلب القوم (قوله فأمرت جاريتي) لم أقف على اسمها وفي رواية موسى بن عقبة وصالح بن كيسان وأمرت بفرسي فقيد إلى بطن الوادي وزاد ثم أخذت قداحي بكسر القاف أي الأزلام فاستقسمت بها فخرج الذي أكره لا تضر وكنت أرجو أن أرده فآخذ المائة ناقة (قوله فخططت) بالمعجمة وللكشميهني والأصيلي بالمهملة أي أمكنت أسفله وقوله بزجه الزج بضم الزاي بعدها جيم الحديدة التي في أسفل الرمح وفي رواية الكشميهني فخططت به وزاد موسى بن عقبة وصالح بن كيسان وابن إسحاق فأمرت بسلاحي فأخرج من ذنب حجرتي ثم انطلقت فلبست لامتي (قوله وخفضت) أي أمسكه بيده وجر زجه على الأرض فخطها به لئلا يظهر بريقه لمن بعد منه لأنه كره أن يتبعه منهم أحد فيشركوه في الجعالة ووقع في رواية الحسن عن سراقة عند ابن أبي شيبة وجعلت أجر الرمح مخافة أن يشركني أهل الماء فيها (قوله فرفعتها) أي أسرعت بها السير (قوله تقرب بي) التقريب السير دون العدو وفوق العادة وقيل أن ترفع الفرس يديها معا وتضعهما معا (قوله فأهويت يدي أي بسطهما للاخذ والكنانة الخريطة المستطيلة (قوله فاستخرجت منها الأزلام فاستقسمت بها أضرهم أم لا) والأزلام هي الاقداح وهي السهام التي لا ريش لها ولا نصل وسيأتي شرحها وكيفيتها وصنيعهم بها في تفسير المائدة (قوله فخرج الذي أكره) أي لا تضرهم وصرح به الإسماعيلي وموسى وابن إسحاق وزاد وكنت أرجو أن أرده فآخذ المائة ناقة وفي حديث ابن عباس عند ابن عائذ وركب سراقة فلما أبصر الآثار على غير الطريق وهو وجل أنكر الآثار فقال والله ما هذه بآثار نعم الشام ولا تهامة فتبعهم حتى أدركهم (قوله حتى إذا سمعت) في حديث البراء عن أبي بكر الآتي عقب هذا فدعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم وفي رواية أبي خليفة في حديث البراء عند الإسماعيلي فقال اللهم اكفناه بما شئت وفي حديث ابن عباس مثله ونحوه في رواية الحسن عن سراقة وفي حديث أنس وهو الثامن عشر من أحاديث الباب فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم فقال اللهم أصرعه فصرعه فرسه (قوله ساخت) بالخاء المعجمة أي غاصت وفي حديث أسماء بنت أبي بكر فوقعت لمنخريها (قوله حتى بلغتا الركبتين) في رواية البراء فارتطمت به فرسه إلى
(١٨٧)