فضلي، أيؤمل غيري في الشدائد، والشدائد بيدي، ويرجو غيري، ويقرع بالفكر باب غيري، وبيدي مفاتيح الأبواب وهي مغلقة، وبابي مفتوح لمن دعاني، فمن ذا الذي أملني لنوائبه فقطعته دونها ومن ذا الذي رجاني لعظيمة فقطعت رجاءه مني، جعلت آمال عبادي عندي محفوظة، فلم يرضوا بحفظي وملأت سماواتي ممن لا يمل من تسبيحي، وأمرتهم ان لا يغلقوا الأبواب بيني وبين عبادي فلم يثقوا بقولي، ألم يعلم أن من طرقته نائبة من نوائبي انه لا يملك كشفها أحد غيري الا من بعد اذني، فمالي أراه لاهيا عني، أعطيته بجودي ما لم يسألني ثم انتزعته فلم يسألني رده وسأل غيري، أفيراني أبدأ بالعطاء قبل المسألة، ثم أسأل فلا أجيب سائلي، أبخيل أنا فيبخلني عبدي، أوليس الجود والكرم لي، أوليس العفو والرحمة بيدي، أوليس أنا محل الآمال، فمن يقطعها دوني، أفلا يخشى المؤملون أن يؤملوا غيري، فلو ان أهل سماواتي وأهل أرضي أملوا جميعا، ثم أعطيت كل واحد منهم مثل ما أمل الجميع، ما انتقص من ملكي مثل عضو ذرة، وكيف ينقص ملك أنا قيمه، فيا بؤسا للقانطين من رحمتي، ويا بؤسا لمن عصاني ولم يراقبني.
وفي الحديث الثامن، من الباب معنعنا، عن سعد بن عبد الرحمان قال: كنت مع موسى بن عبد الله بينبع وقد نفدت نفقتي في بعض الاسفار، فقال لي بعض ولد الحسين: من تؤمل لما قد نزل بك؟ فقلت: موسى بن عبد الله. فقال: إذا لا تقضى حاجتك، ثم لا تنجح طلبتك قلت: ولم ذاك؟
قال: لأني قد وجدت في بعض كتب آبائي: ان الله عز وجل يقول: وعزتي وجلالي - ثم ذكر مثل ما في الحديث السابق - فقلت: يا بن رسول الله أمل علي، فأملاه علي، فقلت: لا والله ما أسأله حاجة بعدها.
وفي كنز الفوائد قال قال لقمان لابنه: يا بني ثق بالله عز وجل، ثم سل في الناس هل من أحد وثق بالله فلم ينجه، يا بني توكل على الله، ثم