نهج السعادة - الشيخ المحمودي - ج ٧ - الصفحة ١٦١
وآله وسلم، ثم إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا من المسلمين.
ثم إني أوصيك يا حسن، وجميع ولدي، ومن بلغه كتابي من المؤمنين: بتقوى الله ربكم، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصوم (2)، وإن البغضة حالقة الدين (3) وفساد ذات البين، ولا قوة إلا بالله.
أنظروا ذوي أرحامكم فصلوهم، يهون الله عليكم الحساب.
والله الله في الأيتام، فلا تغبوا أفواههم (4) ولا يضيعوا

(٢) وفى نسخة الفقيه وغير واحد من المصادر: صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام.
(٣) وفى المحكي عن نسخة الدر النظيم: خالعة الدين.
(٤) وفى الفقيه، ومحكي الدر النظيم: فلا تعر أفواههم، وكأنه مأخوذ من قولهم: عره يعره عرا، من باب مد -: أي ساءه أو لطخه بمكروه، أو ادخل على الأذى، أي لا تجعلوا اليتامى بحيث بلطخ بهم المكروه، ويدخل عليهم الأذى من عفونة أفواههم، وعدم ألفتها الطعام، والغذاء. وتعر وتغب بمعنى واحد، يقال: أغب الماشية، أي أوردها الماء يوما وتركها يوما ظمأى.
واغب القوم، أي جاءهم يوما وتركهم يوما، واغببه الحمى واغبت عليه، أي اخذته يوما وتركته آخر، واغب الطعام، اي أنتن. والمقصود على جميع الوجوه تعاهد الأيتام، وعدم التغافل عنهم.
(١٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 159 160 161 162 163 164 165 166 ... » »»
الفهرست