قال ابن خالويه: وقال يصف أيامه ومنازله بمنبج وكان ولايته وأقطاعه وداره بها، ويعرض بقوم بلغه شماتتهم فيه وهو في أسر الروم:
قف في رسوم المستجاب * وناد أكناف المصلا فالجوسق الميمون * فالسقياء فالنهر المعلا أوطنتها زمن الصبا * وجعلت منبج لي محلا حرم الوقوف بها علي * وكان قبل اليوم حلا حيث التفت وجدت ماء * سائحا وسكنت ظلا تزداد واد غير قاص * منزلا رحبا مطلا وتحل بالجسر الجنان * وتسكن الحصن المعلى تجلو عرائسه لنا * بالبشر جنب العيش سهلا والماء يفصل بين زهر * الروض في الشطين فصلا كبساط وشي جردت * أيدي القيون عليه نصلا من كان سر بما عراني * فليمت ضرا وهزلا لم أخل فيما نابني * من أن أعز وأن أحلا مثلي إذا لقي الأسار * فلن يضام ولن يذلا رعت القلوب مهابة * وملأتها نبلا وفضلا ما غص مني حادث * والقرم قرم حيث حلا أنى حللت فإنما * يدعوني السيف المحلا فلئن خلصت فإنني * غيظ العدى طفلا وكهلا ما كنت إلا السيف زاد * على صروف الدهر صقلا ولئن قتلت فإنما * موت الكرام الصيد قتلا لا يشمتن بموتنا * إلا فتى يفنى ويبلى يغتر بالدنيا الجهول * وليس في الدنيا مملا قال ابن خالويه: تأخرت كتب سيف الدولة عن أبي فراس في أيام أسره، فذلك أنه بلغه أن بعض الأسراء قال: إن ثقل هذا المال على الأمير كاتبنا فيه صاحب