من خصه جبريل من رب العلى * بتحية من ربه وحباه؟!
أظننتم أن تقتلوا أولاده * ويظلكم يوم المعاد لواه؟!
أو تشربوا من حوضه بيمينه * كأسا وقد شرب الحسين دماه؟!
طوبى لمن ألقاه يوم أو أمه * فاستل يوم حياته وسقاه قد قال قبلي في قريض قائل *: ويل لمن شفعائه خصماه أنسيتم يوم الكساء وإنه * ممن حواه مع النبي كساه؟!
يا رب إني مهتد بهداهم * لا أهتدي يوم الهدى بسواه أهوى الذي يهوى النبي وآله * أبدا وأشنأ كل من يشناه وأقول قولا يستدل بأنه * مستبصر من قاله ورواه شعرا يود السامعون لو أنه * لا ينقضي طول الزمان هداه يغري الرواة إذا روته بحفظه * ويروق حسن رويه معناه * (الشاعر) * أبو فراس الحارث بن أبي العلاء سعيد بن حمدان بن حمدون بن الحارث بن لقمان بن راشد بن المثنى بن رافع بن الحارث بن عطيف بن محربة بن حارثة بن مالك بن عبيد بن عدي بن أسامة بن مالك بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب الحمداني التغلبي.
ربما يرتج القول في المترجم وأمثاله، فلا يدري القائل ماذا يصف، أيطريه عند صياغة القول؟ أو يصفه عند قيادة العسكر: وهل هو عند ذلك أبرع؟ أم عند هذا أشجع؟ وهل هو لجمل القوافي أسبك؟ أم لازمة الجيوش أملك؟ والخلاصة أن الرجل بارع في الصفتين، ومتقدم في المقامين، جمع بين هيبة الملوك، وظروف الأدباء، وضم إلى جلالة الأمراء لطف مفاكهة الشعراء، وجمع له بين السيف و القلم، فهو حين ما ينطق بفم كما هو عند ثباته على قدم، فلا الحرب تروعه، ولا القافية تعصيه، ولا الروع يهزمه، ولا روعة البيان تعدوه، فلقد كان المقدم بين شعراء عصره كما أنه كان المتقدم على أمرائه، وقد ترجم بعض أشعاره إلى اللغة الألمانية