وعلى نجومه لا تحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه فيه مصابيح الهدى ومنار الحكمة ودليل على المعرفة لمن عرف الصفة فليجل حال بصره وليبلغ الصفة نظره ينج من عطب ويتخلص من نشب فان التفكر حياة قلب البصير كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور فعليكم بحسن التخلص وقلة التربص 156 (3) نهج البلاغة 557 - واعلموا ان هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغش والهادي الذي لا يضل والمحدث الذي لا يضل والمحدث الذي لا يكذب وما جالس هذا القرآن أحد الا قام عنه بزيادة أو نقصان زيادة في هدى ونقصان من عمى واعلموا انه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة ولا لاحد قبل القرآن من غنى فاستشفوه من أدوائكم واستعينوا به على لأوائكم فان فيه شفاء من أكبر الداء وهو الكفر والنفاق والغي والضلال فاسألوا الله به وتوجهوا اليه بحبه ولا تسألوا به خلقه انه ما توجه العباد إلى الله بمثله واعلموا انه شافع ومشفع وقائل ومصدق وانه من شفع له القرآن يوم القيامة شفع فيه ومن محل به القرآن يوم القيامة صدق عليه فإنه ينادى مناد يوم القيامة الا ان كل حارث مبتلى في حرثه وعاقبة عمله غير حرثة القرآن فكونوا من حرثته واتباعه واستدلوه على ربكم واستنصحوه على أنفسكم واتهموا عليه آرائكم واستغشوا فيه أهوائكم 157 (4) ك 289 - الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره عن (الحارث) الأعور عن أمير المؤمنين عليه السلام قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله الفتنة يوما فقلنا يا رسول الله كيف الخلاص منها فقال بكتاب الله فيه نبأ من كان قبلكم ونبأ من كان بعد كم وحكم ما كان بينكم وهو الفصل وليس بالهزل ما تركه جبار الا قصم الله ظهره ومن طلب الهداية بغير القرآن ضل وهو الحبل المتين والذكر الحكيم والصراط المستقيم وهو الذي لا تلبس على الألسن ولا يخلق من كثرة القراءة ولا تشبع منه
(٦٣)