لفظهما وقد قال الله عز وجل ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد قال فتنفس أبو عبد الله عليه السلام الصعداء ثم بكى حتى اخضلت (1) دموعه لحيته وقال يا اسحق ان الله تبارك وتعالى انما امر الملائكة ان تعتزل عن المؤمنين إذا التقيا اجلالا لهما وانه وان كانت الملائكة لا تكتب لفظهما ولا تعرف كلامهما فإنه يعرفه ويحفظه عليهما عالم السر واخفى المشكاة 201 - من كتاب المحاسن سأل رجل ابا عبد الله عليه السلام عن اجر المؤمنين إذا التقيا واعتنقا فقال له إذا اعتنقا وذكر نحوه.
1848 (2) ثواب الاعمال 176 - حدثني محمد بن الحسن رضي الله عنه قال حدثني محمد بن الحسن الصفار عن عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه عن إسحاق بن عمار الصيرفي قال كنت بالكوفة فيأتيني اخوان كثيرة وكرهت الشهرة فتخوفت ان اشتهر بديني فأمرت غلامي كلما جاءني رجل منهم يطلبني قال ليس هو ها هنا قال فحججت تلك السنة فلقيت ابا عبد الله عليه السلام فرأيت منه ثقلا وتغيرا فيما بيني وبينه قال قلت جعلت فداك ما الذي غيرني عندك قال الذي غيرك للمؤمنين قلت جعلت فداك انما تخوفت الشهرة وقد علم الله شدة حبي لهم فقال يا اسحق لا تمل زيارة إخوانك فان المؤمن إذا لقى اخاه المؤمن فقال له مرحبا كتب الله له مرحبا إلى يوم القيمة فإذا صافحه انزل الله فيما بين ابهامها مئة رحمة تسعة وتسعون لأشدهم حبا لصاحبه ثم اقبل الله عليهما بوجهه فكان على أشدهما حبا لصاحبه أشد اقبالا فإذا تعانقا غمرتها و ذكر نحوه (ثم زاد) يا اسحق فخف الله كأنك تراه فان كنت لا تراه فإنه يراك فان كنت ترى أنه لا يراك فقد كفرت وإن كنت تعلم انه يراك ثم استترت عن المخلوقين بالمعاصي وبرزت له بها فقد جعلته في حد أهون الناظرين إليك.