استتر من ذلك يكف شرورهم عن نفسه وعن إخوانه المؤمنين قال الإمام عليه السلام ان مداراة أعداء الله من أفضل صدقة المرء على نفسه واخوانه كان رسول الله صلى الله عليه وآله في منزله إذ استأذن عليه عبد الله بن أبي السلول فقال رسول الله صلى الله عليه وآله بئس أخو العشيرة ائذنوا له فأذنوا له فلما دخل أجلسه وبشر في وجهه فلما خرج قالت عائشة يا رسول الله قلت فيه ما قلت وفعلت به من البشر ما فعلت فقال رسول الله صلى الله عليه وآله يا عويش يا حميرا ان شر الناس يوم القيمة من يكرم اتقاء شره وقال الإمام عليه السلام ما من عبد ولا أمة داري عباد الله بأحسن المداراة ولم يدخل بها في باطل ولم يخرج بها من حق الا جعل الله نفسه تسبيحا وزكى اعماله وأعطاه لصبره على كتمان سرنا واحتمال الغيظ لما يحتمله من أعدائنا ثواب المتشحط بدمه في سبيل الله.
1833 (16) ك 91 ج 2 - من كتاب المحاسن عن الباقر عليه السلام سئل عنه عن رجل خبيث قد رأى منه جهدا هل ترى مكاشفته أم مداراته فكتب اليه المداراة خير لك من المكاشفة وان مع العسر يسرا فان العاقبة للمتقين.
1834 (17) الخصال 72 - حدثنا أحمد بن إبراهيم بن الوليد السلمي قال حدثنا أبو الفضل محمد بن أحمد الكاتب النيسابوري باسناده رفعه إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال لبنيه يا بني إياكم ومعاداة الرجال فإنهم لا يخلون من ضربين من عاقل يمكر (1) بكم أو جاهل يعجل (2) عليكم والكلام ذكر والجواب أنثى فإذا اجتمع الزوجان فلا بد من النتاج ثم أنشأ يقول سليم العرض من حذر الجوابا. ومن داري الرجال فقد أصابا. ومن هاب الرجال تهيبوه. ومن حقر الرجال فلن يهابا.