شرح اللمعة - الشهيد الثاني - ج ٥ - الصفحة ٢٧١

____________________
إنهم ما كانوا يقرون على منكر (1)...
نقول: إن هذا النوع من الاستدلال أشبه بتشبث الغريق بالحشيش...
إنه استبعاد محض، ثم هو أمر معقول إذا لاحظنا ملابسات القضية ونظائرها..
أولا: أين هؤلاء من مخالفة كبار الصحابة وإصرارهم على الحكم بالجواز، ونبذ تحريم عمر، استمرارا على سنة الرسول صلى الله عليه وآله.
فهذا (علي أمير المؤمنين عليه السلام) القائل: " لولا أن عمرا نهى عن المتعة ما زنى إلا شقي (2) ".
- وهذا (ابن عباس) حبر الأمة القائل: لولا نهيه عنها ما احتاج إلى الزنا إلا شقي (3) - أو إلا شفا (4).
وقد اعترف الشيخ محمد عبده بأن ابن عباس كان ممن أصر على إباحة المتعة ولم يكن يأبه بنهي عمر بن الخطاب. قال:
" فالإنصاف أن مجموع الروايات تدل على إصرار ابن عباس على فتواه بالمتعة... " (5)، وإليك رواية من تلكم الروايات تدلك على مدى إصرار ابن عباس على فتواه بجواز المتعة وصراحته وعدم مبالاته بالخطر، ولا سيما في تلك الظروف العصيبة: -.
روى مسلم بطريق صحيح عن ابن شهاب قال: " أخبرني عروة بن الزبير

(١) تفسير المنار ج ٥ ص ١٥.
(٢) تفسير الطبري ج ٥ ص ١٣.
(٣) الدر المنثور ج ٢ ص ١٤١.
(٤) أحكام القرآن: الجصاص ج 2 ص 179.
(5) تفسير المنار ج 5 ص 15.
(٢٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 277 ... » »»
الفهرست