قتل، ورحم الله عمارا يوم يبعث حيا، لقد رأيت عمارا وما يذكر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة إلا كان رابعا ولا خمسة إلا كان خامسا ولا كان أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يشك أن عمارا قد وجبت له الجنة في غير موطن ولا شك، فهنيئا لعمار بالجنة، ولقد قيل: إن عمارا مع الحق والحق معه يدور عمار مع الحق حيث دار، وقاتل عمار في النار، انتهى.
قلت: وبقتله استدل على أن معاوية في حربه وقتاله باغ ظالم غير مجتهد كما يقوله بعض السنية إنه مجتهد مخطئ وإنه غير آثم، كما قال العامري أيضا وأما المخالفون له فكانوا متأولين وكان لهم شبهة أداهم اجتهادهم إليها، انتهى ذكره في ترجمة الزبير.
فنقول: إنه لا يشك من يعرف حال معاوية أنه ليس من الاجتهاد في ورد ولا صدر، وإنما الرجل يتحيل على الملك فنفق شبهة الطلبة بدم عثمان ليضل أهل الشام بها وآي اجتهاد مع النص أنه باغ، وآي اجتهاد مع إخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي عليه السلام بأنه يقاتل القاسطين، وسمعت صحة الحديث عند إمام المتأخرين من أهل السنة الحافظ ابن حجر، فإنه قال: وثبت عند النسائي ونقله وفسره ولم يقدح فيه، وقد ثبت من طرق عدة، وأي اجتهاد مع نص عمار ونص القرآن إن الفئة الباغية تقاتل حتى تفئ إلى أمر الله، وحديث عمار نص أن فئة معاوية الفئة الباغية. وأحسن من قال مشيرا إلى الرد على من زعم اجتهاد معاوية:
قال النواصب قد أخطأ معاوية * في الاجتهاد وأخطأ فيه صاحبه والعفو في ذاك من حق لفاعله * وفي أعالي جنان الخلد راكبه قلنا كذبتم فلم قال النبي لنا * في النار قاتل عمار وسالبه وما دعوى الاجتهاد لمعاوية في قتاله إلا كدعوى ابن حزم أن ابن ملجم