وذكر ابن سعد أيضا أن ذا الكلاع لما بلغه هذا قال لعمرو: نحن الفئة الباغية وهم بالرجوع إلى عسكر علي وكان تحت يده ستون ألفا فقتل ذو الكلاع فقال معاوية: لو بقي ذو الكلاع لأفسد علينا جندنا بميله إلى ابن أبي طالب! ".
وقال: أيضا: " وقال الواقدي: لما طعن أبو الغادية عمارا بالرمح وسقط أكب عليه آخر فاجتز رأسه ثم أقبلا إلى معاوية يختصمان فيه، كل منهما يقول: أنا قتلته، فقال لهما عمرو: والله إن تختصمان إلا في النار! فقال معاوية: ما صنعت؟ قوم بذلوا نفوسهم دوننا تقول لهم هذا؟! فقال عمرو: هو والله كذلك وأنت تعلمه وإني والله وددت أني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة! ".
وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني: " فائدة - روى حديث تقتل عمارا الفئة الباغية " جماعة من الصحابة منهم قتادة (أبو قتادة. ظ) بن النعمان كما تقدم وأم سلمة عند مسلم، وأبو هريرة عند الترمذي، وعبد الله بن عمرو بن العاص عند النسائي، وعثمان بن عفان وحذيفة وأبو أيوب وأبو رافع وخزيمة بن ثابت ومعوية وعمرو بن العاص وأبو اليسر وعمار نفسه، وكلها عند الطبراني وغيره طرقها صحيحة أو حسنة. وفيه عن جماعة آخرين يطول عدهم. وفي هذا الحديث علم من أعلام النبوة وفضيلة ظاهرة لعلي ولعمار ورد على النواصب الزاعمين أن عليا لم يكن مصيبا في حروبه ".
وقال بدر الدين العيني في شرح حديث " إذا تواجه المسلمان فكلاهما من أهل النار ": " وقال الكرماني: علي رضي الله عنه ومعاوية كلاهما كانا مجتهدين غاية ما في الباب أن معاوية كان مخطئا في اجتهاده وله أجر واحد وكان لعلي رضي الله عنه أجران. قلت: المراد (فالمراد. ظ) بما في الحديث المتواجهان بلا دليل من الاجتهاد ونحوه، انتهى.
قلت: كيف يقال كان معاوية مخطئا في اجتهاده، فما كان الدليل في اجتهاده!!