فقال عمرو بن العاص والله إن يختصمان إلا في النار، فسمعها منه معاوية فلما انصرف الرجلان قال معاوية لعمرو بن العاص: ما رأيت مثل ما صنعت قوم بذلوا أنفسهم دوننا تقول لهما: إنكما تختصمان في النار فقال عمرو:
هو والله ذاك والله إنك لتعلمه، ولوددت أني مت قبل هذه بعشرين سنة ".
وقال أبو بكر ابن أبي شيبة العبسي في مصنفه: " حدثنا يزيد بن هارون، قال أخبرنا العوام بن حوشب، قال: حدثني أسود بن مسعود عن حنظلة بن خويلد العنزي، قال: إني لجالس عند معاوية إذا أتاه رجلان يختصمان في رأس عمار، كل واحد منهما يقول: أنا قتلته قال عبد الله بن عمرو: ليطب به أحد كما نفسا لصاحبه، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تقتله الفئة الباغية فقال: معاوية: إلا تغني عن مجنونك يا عمرو فما بالك معنا؟ قال: إني معكم ولست أقاتل، إن أبي شكاني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم أطع أباك ما دام حيا ولا تعصه، فأنا معكم ولست أقاتل ".
وقال أحمد بن حنبل الشيباني في مسنده في مسند عبد الله بن عمرو بن العاص " حدثنا أبو معاوية، ثنا: الأعمش، عن عبد الرحمن بن زياد، عن عبد الله بن الحارث، قال: إني لأسير مع معاوية في منصرفه من صفين بينه وبين عمرو بن العاص، قال فقال عبد الله بن عمرو بن العاص: يا أبت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعمار: ويحك يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية. قال: فقال عمرو لمعاوية: ألا تسمع ما يقول هذا؟ فقال معاوية: لا تزال تأتينا بهنة أنحن قتلناه؟ إنما قتله الذين جاءوا به. حدثنا أبو نعيم، عن سفيان، عن الأعمش، عن عبد الرحمن بن أبي زياد مثله أو نحوه ".
وقال أيضا: " حدثنا يزيد. أنا: العوام، حدثني أسود بن مسعود، عن حنظلة ابن خويلد العنبري، قال: بينما أنا عند معاوية إذ جاءه رجلان يختصمان في رأس