تجريد الأصول ولم يقف عليها ابن الأثير في الأصول المذكورة، وذكره صاحب المشكاة وقال: أخرجه رزين) (1).
أقول: وفي هذا الكلام فوائد لا تخفى.
وقال القاري في [شرح الشفاء] بشرح قول القاضي: (وقال صلى الله عليه وسلم أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم) قال: (ثم اعلم أن قوله وقال: أصحابي. حديث آخر، وقد أخرجه الدارقطني في الفضائل وابن عبد البر من طريقه من حديث جابر وقال: هذا إسناد لا تقوم به حجة، ورواه عبد بن حميد في مسنده عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال البزار: منكر لا يصح ورواه ابن عدي في الكامل بإسناده عن نافع عن ابن عمر بلفظ: فأيهم أخذتم بقوله بدل اقتديتم وإسناده ضعيف، ورواه البيهقي في المدخل من حديث عمر ومن حديث ابن عباس بنحوه، ومن وجه آخر مرسلا وقال: متنه مشهور وأسانيده ضعيفة.
قال الحلبي: وكان ينبغي للقاضي أن لا يذكره بصيغة جزم لما عرف عند أهل الصناعة، وقد سبق له مثله مرارا.
أقول: يحتمل أنه ثبت بإسناده عنده أو حمل كثرة الطرق على ترقيه من الضعيف إلى الحسن بناءا على حسن ظنه، مع أن الحديث الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال، والله أعلم بحقيقة الأحوال).
تنبيه إن ما احتمله القاري في هذا المقام سخيف، وذلك:
أولا: إن احتمال ثبوت الحديث بإسناد عند القاضي. - من دون أكابر الحافظ - بعيد جدا، ومجرد الاحتمال لا يصغى إليه في مثل هذا الموضوع،