عليم) (1) عن معروف بن خربوذ، عن ابن عباس، قال: كنت في سنة من السنين في موسم الحج، فرأيت رجلا على هيئة الأعراب عليه عمامة سوداء، فكلما حدثت بحديث حدث به.
ثم قال: معاشر الناس من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا انبؤه باسمي، أنا جندب ين جنادة البدري الغفاري، أنا صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، سمعته يقول في هذا المكان، والا صمت أذناي (ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم).
فأما الذرية فمن نوح، والآل من إبراهيم، والسلالة من إسماعيل، والعترة الهادية والذرية الطاهرة من محمد (صلى الله عليه وآله)، والصديق الأكبر علي بن أبي طالب، فأيتها الأمة المتحيرة بعد نبيها لو قدمتم من قدمه الله ورسوله، وأخرتم من أخره الله ورسوله، لما عال ولي الله، ولما طاش سهم في سبيل، ولا اختلف الأمة بعد نبيها الا كان تأويلها عند أهل البيت، فذوقوا بما كسبتم، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون (2).
وروى الشيخ أبو الفتوح الكراجكي في كتابه كنز الفوائد، باسناده عن ابن عباس، قال: رأيت أبا ذر الغفاري متعلقا بحلقة بيت الله الحرام، وهو يقول: أيها الناس من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني أنبأته باسمي، أنا جندب بن جنادة أبو ذر الغفاري، اني رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) في العام الماضي، وهو آخذ بهذه الحلقة، وهو يقول:
أيها الناس لو صمتم حتى تكونوا كالأوتاد، وصليتم حتى تكونوا كالحنايا، ودعوتم حتى تقطعوا اربا اربا، ثم بغضتم علي بن أبي طالب أكبكم الله في النار، قم يا أبا الحسن فضع خمسك في خمسي - يعني: كفك في كفي - فان الله اختارني وإياك