قال: أول من يدخل عليك من هذا الباب امام المتقين، وسيد المسلمين، ويعسوب المؤمنين، وخاتم الوصيين، وقائد الغر المحجلين، قال أنس: اللهم اجعله رجلا من الأنصار وكتمت دعائي، فجاء علي (عليه السلام)، فقال: (صلى الله عليه وآله): من جاء يا أنس؟ فقلت:
علي، فقام إليه مستبشرا، فاعتنقه ثم جعل يمسح عرق وجهه، فقال علي (عليه السلام): يا رسول الله لقد رأيت منك اليوم تصنع بي شيئا ما صنعته بي قبل، قال: وما يمنعني وأنت تؤدي عني، وتسمعهم صوتي، وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي (1).
ومن المناقب عن أبي رافع مولى عائشة، قال: كنت غلاما أخدمها، فكنت إذا كان النبي (صلى الله عليه وآله) عندها أكون قريبا اعاطيها، قال: فبينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) عندها ذات يوم إذ جاء جاء فدق الباب، فخرجت إليه فإذا جارية معها اناء مغطى، قال:
فرجعت إلى عائشة فأخبرتها، فقالت: ادخلها، فدخلت، فوضعته (2) عائشة بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فجعل يأكل وخرجت الجارية، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): ليت أمير المؤمنين وسيد المسلمين وامام المتقين عندي يأكل معي، فجاء جاء فدق الباب، فخرجت إليه فإذا هو علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: فرجعت فقلت: هذا علي، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): ادخله، فلما دخل قال له النبي (صلى الله عليه وآله): مرحبا وأهلا لقد تمنيتك مرتين، حتى لو أبطأت علي لسألت الله عز وجل أن يأتي بك، اجلس فكل معي (3).
ومن المناقب عن أنس بن مالك، قال: بينا أنا عند النبي (صلى الله عليه وآله) إذ قال: يطلع الان، قلت: فداك أبي وأمي من ذا؟ قال: سيد المسلمين، وأمير المؤمنين، وخير الوصيين، وأولى الناس بالنبيين، قال: فطلع علي، ثم قال لعلي (عليه السلام): أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى (4).