أول ليلة من شهر رمضان ستمائة ألف عتيق من النار، فإذا كان العشر الأواخر عتق كل ليلة منه مثل ما عتق في العشرين الماضية، فإذا كان ليلة الفطر أعتق من النار مثل ما أعتق في سائر الشهور.
61 - تفسير الإمام العسكري: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن لله خيارا من كل ما خلقه، فله من البقاع خيار، وله من الليالي والأيام خيار، وله من الشهور خيار، وله من عباده خيار، وله من خيار هم خيار.
فأما خياره من البقاع فمكة والمدينة وبيت المقدس، وأما خياره من الليالي فليالي الجمع، وليلة النصف من شعبان، وليلة القدر، وليلتا العيدين، وأما خياره من الأيام فأيام الجمع والأعياد، وأما خياره من الشهور فرجب وشعبان وشهر رمضان، وأما خياره من عباده فولد آدم، وخيار من ولد آدم من اختارهم على علم بهم، فان الله عز وجل لما اختار خلقه اختار ولد آدم، ثم اختار من ولد آدم العرب ثم اختار من العرب مضر، ثم اختار من مضر قريشا، ثم اختار من قريش هاشما ثم اختار من هاشم أنا وأهل بيتي كذلك، فمن أحب العرب فبحبي أحبهم، ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم.
وإن الله عز وجل اختار من الشهور شهر رجب وشعبان وشهر رمضان:
فشعبان أفضل الشهور إلا مما كان من شهر رمضان فإنه أفضل منه، وإن الله عز وجل ينزل في شهر رمضان من الرحمة ألف ضعف ما ينزل في سائر الشهور ويحشر شهر رمضان في أحسن صورة فيقيمه على تلعة لا يخفى وهو عليها على أحد ممن ضمه ذلك المحشر، ثم يأمر ويخلع عليه من كسوة الجنة وخلعها وأنواع سندسها وثيابها، حتى يصير في العظم بحيث لا ينفده بصر، ولا يغني علم مقداره اذن ولا يفهم كنهه قلب.
ثم يقال لمناد من بطنان العرش: ناد! فينادي: يا معشر الخلائق أما تعرفون هذا؟ فيجيب الخلائق يقولون: بلى لبيك داعي ربنا وسعديك أما إننا لا نعرفه يقول منادي ربنا: هذا شهر رمضان ما أكثر من سعد به؟ وما أكثر من شقي به؟