بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٩٣ - الصفحة ١٢٨
وهو يريد ظلة بني ساعدة، فاتبعته فإذا هو قد سقط منه شئ فقال: بسم الله اللهم أردد علينا، فأتيته فسلمت عليه، فقال: معلى؟ قلت: نعم جعلت فداك قال: التمس بيدك فما وجدت من شئ فادفعه إلى فإذا أنا بخبز كثير منتثر، فجعلت أدفع إليه الرغيف والرغيفين، وإذا معه جراب أعجز من خبز، قلت: جعلت فداك أحمله على فقال: أنا أولى به منك، ولكن امض معي.
فأتينا ظلة بني ساعدة، فإذا نحن بقوم نيام فجعل يدس الرغيف والرغيفين حتى أتى على آخرهم، حتى إذا انصرفنا قلت له: يعرف هؤلاء هذا الامر؟ قال:
لا، لو عرفوا كان الواجب علينا أن نواسيهم بالدقة وهو الملح، إن الله لم يخلق شيئا إلا وله خازن يخزنه إلا الصدقة فان الرب تبارك وتعالى يليها بنفسه، وكان أبي إذا تصدق بشئ وضعه في يد السائل، ثم ارتجعه منه فقبله وشمه ثم رده في يد السائل، وذلك أنها تقع في يد الله قبل أن تقع في يد السائل فأحببت أن إليها إذا وليها الله، ووليها أبي (1).
إن صدقة الليل تطفئ غضب الرب، وتمحوا الذنب العظيم، وتهون الحساب، وصدقة النهار تنمي المال وتزيد في العمر (2).
49 - تفسير العياشي: عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما من شئ إلا وكل به ملك إلا الصدقة، فإنها تقع في يد الله (3).
50 - تفسير العياشي: عن أبي بكر، عن السكوني عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خصلتان لا أحب أن يشار كني فيهما أحد وضوئي فإنه من صلاتي، وصدقتي من يدي إلى يد سائل، فإنها تقع في يد الرحمن (4).

(١) في المصدر: فأحببت أن أقبلها إذ وليها الله ووليها أبى، والظاهر بقرينة ما سبق، فأحببت ان أناولها إذ وليها الله، وناولها أبى.
(٢) تفسير العياشي: ج ٢ ص ١٠٧ (٣) تفسير العياشي: ج ٢ ص ١٠٨.
(٤) تفسير العياشي: ج ٢ ص ١٠٨.
(١٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 ... » »»
الفهرست