قالت فاطمة ثم أخرجن لي رطبا أزرق كأمثال الخشكنانج الكبار (1) أبيض من الثلج، وأزكى ريحا من المسك الأذفر (2) فقالت لي: يا سلمان أفطر عشيتك [عليه] فإذا كان غدا فجئني بنواه، أو قالت عجمه، قال سلمان: فأخذت الرطب فما مررت بجمع من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله إلا قالوا: يا سلمان أمعك مسك؟ قلت: نعم فلما كان وقت الافطار أفطرت عليه فلم أجد له عجما ولا نوى.
فمضيت إلى بنت رسول الله صلى الله عليه وآله في اليوم الثاني فقلت لها عليها السلام: إني أفطرت على ما أتحفتيني به فما وجدت له عجما ولا نوى، قالت: يا سلمان ولن يكون له عجم ولا نوى، وإنما هو نخل غرسه الله في دار السلام بكلام علمنيه أبي محمد صلى الله عليه وآله كنت أقوله غدوة وعشية، قال سلمان: قلت: علميني الكلام يا سيدتي فقالت: إن سرك أن لا يمسك أذى الحمى ما عشت في دار الدنيا فواظب عليه، ثم قال سلمان:
علمتني هذا الحرز فقالت:
بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله النور، بسم الله نور النور، بسم الله نور على نور، بسم الله الذي هو مدبر الأمور، بسم الله الذي خلق النور من النور الحمد لله الذي خلق النور من النور، وأنزل النور على الطور، في كتاب مسطور في رق منشور، بقدر مقدور، علي نبي محبور، الحمد لله الذي هو بالعز مذكور وبالفخر مشهور، وعلى السراء والضراء مشكور، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين.
قال سلمان: فتعلمتهن فوالله ولقد علمتهن أكثر من ألف نفس من أهل المدينة، ومكة، ممن بهم علل الحمى فكل برئ من مرضه بإذن الله