المعمور حوله، إذا كانوا يطوفون به.
33 - كتاب الإمامة للطبري: أبو جعفر محمد بن هارون بن موسى التلعكبري قال: حدثني أبو الحسين بن أبي البغل الكاتب قال: تقلدت عملا من أبي منصور بن الصالحان، وجرى بيني وبينه ما أوجب استتاري، فطلبني وأخافني فمكثت مستترا خائفا ثم قصدت مقابر قريش ليلة الجمعة، واعتمدت المبيت هناك للدعاء والمسألة وكانت ليلة ريح ومطر، فسألت ابن جعفر القيم أن يغلق الأبواب وأن يجتهد في خلوة الموضع لأخلو بما أريده من الدعاء والمسألة، وآمن من دخول إنسان مما لم آمنه، وخفت من لقائي له، ففعل وقفل الأبواب وانتصف الليل، وورد من الريح والمطر ما قطع الناس عن الموضع، ومكثت ادعوا وأزور واصلي.
فبينما أنا كذلك إذ سمعت وطية عند مولانا موسى عليه السلام وإذا رجل يزور فسلم على آدم وأولي العزم عليهم السلام، ثم الأئمة واحدا واحدا إلى انتهى إلى صاحب الزمان عليه السلام فلم يذكره، فعجبت من ذلك وقلت: لعله نسي أولم يعرف أو هذا مذهب لهذا الرجل.
فلما فرغ من زيارته صلى ركعتين وأقبل إلى عند مولانا أبي جعفر عليه السلام فزار مثل الزيارة، وذلك السلام، وصلى ركعتين، وأنا خائف منه، إذ لم أعرفه ورأيته شابا تاما من الرجال، عليه ثياب بياض، وعمامة محنك بها بذؤابة وردي على كتفه مسبل، فقال لي: يا با الحسين بن أبي البغل أين أنت عن دعاء الفرج؟
فقلت: وما هو يا سيدي؟ فقال: تصلي ركعتين وتقول:
" يا من أظهر الجميل، وستر القبيح، يا من لم يؤاخذ بالجريرة، ولم يهتك الستر، يا عظيم المن، يا كريم الصفح، يا حسن التجاوز، يا واسع المغفرة، يا باسط اليدين بالرحمة، يا منتهى كل نجوى، يا غاية كل شكوى، يا عون كل مستعين، يا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها، يا رباه، - عشر مرات - يا سيداه - عشر مرات - يا مولياه - عشر مرات - يا غايتاه - عشر مرات - يا منتهى رغبتاه - عشر مرات - أسئلك بحق هذه الأسماء، وبحق محمد وآله الطاهرين عليهم السلام إلا