تعالى والتفكر في عجائب مصنوعاته، والتذكر بجزيل آلائه، وما هو من هذا القبيل.
وهل يعد الاشتغال بمجرد تلاوة القرآن بعد الصلاة تعقيبا لم أظفر في كلام الأصحاب بتصريح في ذلك، والظاهر أنه تعقيب أما لو ضم إليه الدعاء فلا كلام في صدق التعقيب على المجموع المركب منها، وربما يلوح ذلك من بعض الأخبار، و ربما يظن دلالة بعضها على اشتراط الجلوس في التعقيب، كما روي (1) عن أمير - المؤمنين عليه السلام أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أيما امرئ مسلم جلس في مصلاه الذي صلى فيه الفجر يذكر الله حتى تطلع الشمس كان له من الاجر كحاج رسول الله صلى الله عليه وآله فان جلس فيه حتى يكون ساعة تحل فيه الصلاة، فصلى ركعتين أو أربعا غفر له ما سلف، وكان له من الاجر كحاج بيت الله.
وما روي (2) عن الصادق عليه السلام عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام أنه قال:
من صلى فجلس في مصلاه إلى طلوع الشمس كان له سترا من النار، وغيرهما من الأحاديث المتضمنة للجلوس بعد الصلاة، والحق أنه لا دلالة فيها على ذلك، بل غاية ما يدل عليه كون الجلوس مستحبا أيضا أما أنه معتبر في مفهوم التعقيب فلا وقس عليه عدم مفارقة مكان الصلاة.
وفي رواية وليد بن صبيح (3) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: التعقيب أبلغ في طلب الرزق من الضرب في البلاد، يعني بالتعقيب الدعاء بعقب الصلاة، وهذا التفسير أعني تفسير التعقيب بالدعاء عقيب الصلاة، لعله من الوليد بن صبيح أو من بعض رجال السند، وأكثرهم من أجلاء أصحابنا، وهو يعطي باطلاقه عدم اشتراطه بشئ من الجلوس، والكون في المصلى والطهارة، واستقبال القبلة، وهذه الأمور إنما هي شروط كماله، فقد ورد أن المعقب ينبغي أن يكون علي هيئة المتشهد في استقبال