وقال عليه السلام: إن العبد إذا مرض فان في مرضه أوحى الله تعالى إلى كاتب الشمال لا تكتب على عبدي خطيئة ما دام في حبسي ووثاقي إلى أن أطلقه، وأوحى إلى كاتب اليمين أن اجعل أنين عبدي حسنات.
وروي أن نبيا من الأنبياء مر برجل قد جهده البلاء، فقال: يا رب أما ترحم هذا مما به؟ فأوحى الله إليه: كيف أرحمه مما به أرحمه.
وروي أنه لما نزلت هذه الآية " ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوء يجزيه " (1) فقال رجل لرسول الله صلى الله عليه وآله: يا رسول الله! جاءت قاصمة الظهر، فقال عليه السلام: كلا أما تحزن، أما تمرض أما يصيبك اللاواء والهموم؟
قال: بلى، قال: فذلك مما يجزى به.
ايضاح: قال في النهاية الكير، بالكسر كير الحداد، وهو المبني على الطين، وقيل الزق الذي ينفخ به النار والمبني الكور، وقال: القصم كسر الشئ وإبانته وقال: اللاواء الشدة وضيق المعيشة.
50 - عدة الداعي: فيما أوحى الله إلى داود عليه السلام: ربما أمرضت العبد فقلت صلاته وخدمته، ولصوته إذا دعاني في كربته أحب إلي من صلاة المصلين.
ومنه: عن أبي جعفر عليه السلام: لو يعلم المؤمن ماله في المصائب من الاجر لتمني أنه يقرض بالمقاريض.
وعن النبي صلى الله عليه وآله قال: إذا كان العبد على طريقة من الخير فمرض أو سافر أو عجز عن العمل بكبر، كتب الله له مثل ما كان يعمل ثم قرأ " فلهم أجر غير ممنون " (2).
بيان: المشهور بين المفسرين أن المراد بغير ممنون غير المقطوع في الآخرة أو لا يمن عليهم بالثواب، ويظهر من الخبر أن المراد به أنه لا يقطع أجرهم و