عليه من يظلمه وإن دعا لم يستجب له ولم يأجره الله على ظلامته (1).
بيان: " من عذر ظالما " يقال: عذرته فيما صنع عذرا من باب ضرب رفعت عنه اللوم فهو معذور، أي غير ملوم، والاسم العذر بضم الذال للاتباع، وتسكن والجمع أعذار، والمعذرة بمعنى العذر وأعذرته بالألف لغة " وإن دعا لم يستجب له " أي إن دعا الله تعالى ان يدفع عنه ظلم من يظلمه لم يستجب له لأنه بسبب عذره صار ظالما خرج عن استحقاق الإجابة، أو لما عذر ظالم غيره يلزمه أن يعذر ظالم نفسه، ولم يأجره الله على ظلامته لذلك، أو لأنها وقعت مجازاة، قيل:
لا ينافي ذلك الانتقام من ظلمه كما دل عليه الخبر الأول (2).
69 - الكافي: عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن العبد ليكون مظلوما فما يزال يدعو حتى يكون ظالما (3).
بيان: " فما يزال يدعو " أقول: يحتمل وجوها:
الأول أنه يفرط في الدعاء على الظالم حتى يصير ظالما بسبب هذا الدعاء كأن ظلمه بظلم يسير كشتم أو أخذ دراهم يسيرة، فيدعو عليه بالموت والقتل والفناء أو العمى أو الزمن، وأمثال ذلك، أو يتجاوز في الدعاء إلى من لم يظلمه كانقطاع نسله أو موت أولاده وأحبائه أو استيصال عشيرته، وأمثال ذلك، فيصير في هذا الدعاء ظالما.
الثاني أن يكون المعنى أنه يدعو كثيرا على العدو المؤمن ولا يكتفي بالدعاء لدفع ضرره، بل يدعو بابتلائه، وهذا مما لا يرضى الله به، فيكون في ذلك ظالما على نفسه، بل على أخيه أيضا، إذ مقتضى الاخوة الايمانية أن يدعو له بصلاحه، وكف ضرره عنه، كما ذكره سيد الساجدين عليه السلام في دعاء دفع العدو وما ورد ومن الدعاء بالقتل والموت والاستيصال فالظاهر أنه كان للدعاء على المخالفين