الباطنة التي هي صورة الناطقة كما أن حسن الخلق هو حسن الصورة الظاهرة و تناسب الاجزاء، إلا أن حسن الصورة الباطنة قد يكون مكتسبا ولذا تكررت الأحاديث في الحث به وبتحصيله وقال الراوندي رحمه الله في ضوء الشهاب: الخلق السجية والطبيعة ثم يستعمل في العادات التي يتعودها الانسان من خير أو شر، والخلق ما يوصف العبد بالقدرة عليه، ولذلك يمدح ويذم به، ويدل على ذلك قوله صلى الله عليه وآله " خالق الناس بخلق حسن " انتهى وأقول: مدخلية حسن الخلق في كمال الايمان قد مر تحقيقه في أبواب الايمان 2 - الكافي: عن الحسين بن محمد، عن المعلي، عن الوشاء، عن عبد الله بن سنان عن رجل من أهل المدينة، عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
ما يوضع في ميزان امرء يوم القيامة أفضل من حسن الخلق (1) بيان،: هو مما يستدل به على تجسم الأعمال وقد مضى الكلام فيه 3 - الكافي: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن أبي ولاد الحناط، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أربع من كن فيه كمل إيمانه، وإن كان من قرنه إلى قدمه ذنوبا لم ينقصه ذلك، قال: وهو الصدق وأداء الأمانة والحياء وحسن الخلق (2) بيان: أربع مبتدأ وكأن موصوفه مقدر أي خصال أربع، والموصول بصلته خبره " وإن كان من قرنه إلى قدمه ذنوبا " مبالغة في كثرة ذنوبه أو كناية عن صدورها من كل جارحة من جوارحه، ويمكن حملها على الصغائر فان صاحب هذه الخصال لا يجترئ على الاصرار على الكبائر، أو أنه يوفق للتوبة وهذه الخصال تدعوه إليها مع أن الصدق يخرج كثيرا من الذنوب كالكذب وما يشاكله وكذا أداء الأمانة يخرج كثيرا من الذنوب كالخيانة في أموال الناس ومنع الزكوات